في تطور صادم هز الأسواق المالية المصرية، تفتح الحكومة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث أبواب كنز مدفون بقيمة مليارات الجنيهات أمام المواطنين، حيث سمحت الهيئة العامة للرقابة المالية لشركات التأمين بالاستثمار المباشر في الذهب. ما حدث خلال 7 أيام فقط في سوق الذهب المصري يفوق كل التوقعات، مع ارتفاع مذهل بـ50 جنيهاً للجرام محلياً، والخبراء يؤكدون: القطار بدأ يتحرك، والمقاعد الأولى محجوزة لمن يتصرف اليوم.
في قرار تاريخي لم تشهده مصر من قبل، فتحت الرقابة المالية آفاقاً استثمارية جديدة تماماً أمام ملايين المصريين، حيث سيتمكن عملاء شركات التأمين من الاستثمار المباشر في المعدن الأصفر. "هذا أول قرار من نوعه ويمثل إطاراً تنظيمياً متكاملاً"، يؤكد عمرو زكي عضو شعبة الذهب، بينما تشهد محلات الصاغة في خان الخليلي ازدحاماً غير مسبوق وحركة شراء جنونية. خالد الصائغ، صاحب أحد المحلات التاريخية، يصف المشهد: "لم أشاهد مثل هذا الإقبال منذ 20 عاماً، الزبائن يتصلون قبل الفجر للاستفسار عن الأسعار."
وراء هذا القرار الثوري تقف أسباب اقتصادية قوية، حيث تعاني محلات الصاغة منذ بداية العام من نقص في المعروض بسبب توقف بعض ورش خام الذهب عن التوزيع وسط مخاوف من تقلبات الأسعار. انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي وتراجع الدولار، إلى جانب توقعات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة، خلق عاصفة مثالية دفعت الذهب للارتفاع 44 دولاراً للأوقية عالمياً. الخبراء في منصة "آي صاغة" يتوقعون صعود المعدن الأصفر فوق مستوى 3400 دولار للأوقية في 2025، مع فرص قوية لتجاوز 5000 دولار بداية 2026 - رقم يبدو خيالياً اليوم لكنه قد يصبح حقيقة قريباً.
هذا التحول الجذري سيغير وجه الاستثمار في مصر إلى الأبد، حيث ستجد العائلات المصرية نفسها أمام خيارات جديدة لحماية مدخراتها من التضخم. أحمد محمود، الموظف الحكومي البالغ 45 عاماً، يعض أصابع الندم بعد أن اضطر لبيع ذهب زوجته العام الماضي لسداد الديون، واليوم يشاهد الأسعار ترتفع يومياً دون قدرة على العودة للسوق. في المقابل، تبتسم فاطمة علي بفخر وهي تتذكر كيف رفضت بيع مشغولاتها الذهبية رغم الضغوط المالية، "كان قلبي يقول لي احتفظي بها، واليوم أشعر أنني أجلس على كنز." الخبراء يحذرون من أن دخول شركات التأمين بأموالها الطائلة سيخلق طلباً جنونياً قد يضاعف الأسعار خلال أشهر.
في النهاية، نقف أمام لحظة تاريخية فارقة قد تعيد تشكيل الخريطة الاستثمارية المصرية، حيث تتحول مصر تدريجياً لتصبح مركزاً إقليمياً لتجارة الذهب. مع توقعات الوصول لمستوى 5000 دولار للأوقية خلال عامين، والدخول الوشيك لمؤسسات مالية عملاقة للسوق، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون من الذين اغتنموا هذه الفرصة الذهبية، أم من الذين سيندمون على تفويت قطار لن يمر مرة أخرى؟ الوقت ينفد، والقرار بين يديك.