في تطور استراتيجي نادر، تفتح وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أبوابها دفعة واحدة أمام 8 وظائف قيادية حيوية تؤثر مباشرة على مستقبل 100 مليون مصري يعتمدون على القطاع الزراعي. للمرة الأولى منذ سنوات، تشهد الوزارة إعادة هيكلة شاملة لأهم إداراتها الاستراتيجية، في خطوة تهدف لإحداث نقلة حقيقية في الأداء المؤسسي. الساعة تدق.. ومهلة التقديم تنتهي في ديسمبر 2025، والمقاعد القيادية لن تنتظر المترددين.
تشمل الوظائف المعلنة مناصب استراتيجية تمس صميم العمل الزراعي المصري، بدءاً من رئاسة الإدارة المركزية للمحاصيل الزراعية التي تشرف على استراتيجيات الإنتاج وجودة المحاصيل، وصولاً إلى إدارة الميكنة الزراعية والتحسين الوراثي. المهندس أحمد سالم، خبير زراعي بـ15 عام خبرة، يعبر عن حماسه: "هذه فرصة العمر لتطبيق أفكارنا المبتكرة في زيادة الإنتاجية وخدمة الوطن". وتتطلب كل وظيفة 6 مستندات أساسية و8 صور شخصية، مما يعكس جدية عملية الاختيار والدقة المطلوبة في انتقاء أفضل الكفاءات المصرية.
تأتي هذه الخطوة ضمن توجه الحكومة المصرية لتطوير القطاع الزراعي في إطار رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الزراعية المستدامة. الدوافع واضحة: مواجهة تحديات نقص المياه، ضرورة زيادة الإنتاجية الزراعية، تطبيق التكنولوجيا الحديثة في الري والمكافحة، وضمان الأمن الغذائي لشعب ينمو بمعدلات متسارعة. مثل حملات التحديث في عهد محمد علي باشا، تسعى مصر اليوم لإحداث نهضة زراعية جديدة، ولكن بأدوات وخبرات القرن الواحد والعشرين.
التأثير المتوقع لهذه التعيينات سيصل مباشرة إلى المزارع المصري البسيط وأسرته. د. فاطمة محمود، طبيبة بيطرية متخصصة، تتطلع لمنصب مدير عام صحة الحيوان قائلة: "نحلم بتطوير برامج الوقاية لحماية الثروة الحيوانية المصرية". الخدمات البيطرية ستتحسن، أنظمة الري ستصبح أكثر كفاءة، جودة التقاوي ستُضمن بمعايير دولية، والمكافحة الفعالة للآفات ستقلل الفاقد في المحاصيل. لكن الموظف خالد عبدالله، الذي يعمل في الوزارة منذ 20 عاماً، لا يخفي قلقه: "نأمل أن تجلب الخبرات الجديدة التطوير دون إهمال الخبرة المتراكمة".
اليوم، 8 وظائف قيادية حيوية تنتظر الكفاءات المصرية المؤهلة في قطاعات استراتيجية بوزارة الزراعة، في فرصة قد لا تتكرر لسنوات قادمة. أبواب التقديم مفتوحة حتى 15 ديسمبر 2025 في الطابق الحادي عشر من مبنى استصلاح الأراضي بالدقي. المستقبل الزراعي المصري ينتظر قادته الجدد. فهل ستكون من المحظوظين الذين يقودون نهضة الزراعة المصرية؟ أم ستبقى مجرد متفرج على فرصة تاريخية تصنع مستقبل لقمة عيش ملايين المصريين؟
