في تطور هز آمال آلاف المتقاعدين في غضون 48 ساعة فقط، أصدرت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية نفياً قاطعاً لما تداولته منصات التواصل الاجتماعي حول زيادة مرتقبة في المعاشات التقاعدية لشهر ديسمبر 2025. شائعة واحدة حركت آمال ملايين المستفيدين، لكن الحقيقة كانت مختلفة تماماً عما روجت له مجموعات الواتساب التي انتشرت فيها الأخبار كالنار في الهشيم.
"لا توجد أي زيادة مقررة، والرواتب ستُصرف وفق الأرقام المحددة مسبقاً دون أي تعديل" - هكذا جاء البيان الرسمي الذي قطع الطريق على كل التكهنات. أبو خالد، المتقاعد العسكري البالغ من العمر 65 عاماً، يروي خيبة أمله: "كنت أحلم بزيادة تساعدني على مواجهة ارتفاع أسعار الدواء والعلاج، لكن الحقيقة مؤلمة." الآلاف مثل أبو خالد تابعوا الأخبار بترقب، قبل أن يصطدموا بالواقع الذي أعلنته المؤسسة بكل شفافية.
خلف هذه الشائعات تقف ضغوط اقتصادية حقيقية يعيشها المتقاعدون يومياً، فغلاء المعيشة المتزايد دفع الكثيرين للبحث عن أمل في زيادة معاشاتهم. د. محمد الخبير المالي المتخصص في أنظمة التقاعد يؤكد: "هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات مشابهة، تماماً كما حدث في 2019، لكن الشفافية في النفي تعزز الثقة أكثر من الصمت." سرعة انتشار المعلومات عبر وسائل التواصل حولت خبراً مفبركاً إلى حديث الساعة في المجالس وصالونات الحلاقة.
المؤكد أن موعد صرف الرواتب يبقى ثابتاً في اليوم السابع والعشرين من كل شهر، وتحديداً يوم 27 نوفمبر 2025 للشهر الجاري. أم أحمد، زوجة متقاعد مدني، تشاركنا قلقها: "تابعت الخبر بتوتر شديد وتواصلت مع المؤسسة للتأكد، كان الانتظار مؤلماً." الواقع أن ملايين المواطنين يعتمدون على هذا التاريخ الثابت في تخطيطهم المالي، ولا يمكن لشائعة مهما كانت مغرية أن تغير من هذه الحقيقة شيئاً.
بينما تنتهي فصول هذه القصة بنفي رسمي واضح، تبقى الحاجة ماسة لتطوير وعي أكبر بأهمية التحقق من المصادر الرسمية قبل تصديق أي معلومة. الرسالة واضحة: اعتمدوا على القنوات الرسمية فقط، فالحقيقة أولى من الأمل الكاذب. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصدق الشائعة التالية التي ستصلك عبر الواتساب، أم ستتحقق من المصدر الرسمي أولاً؟