لأول مرة منذ 75 عاماً، تقف فلسطين على بُعد 90 دقيقة من صنع التاريخ الرياضي العربي. من شوارع غزة المدمرة إلى ملاعب الدوحة الذهبية - قصة إعجاز كروي تتكشف أمام ملايين العرب الذين سيتوقفون بعد ساعات قليلة لمشاهدة المستحيل. حامد حمدان يعد شعبه بما يفوق المستحيل، ولكن هل ستصمد الأحلام الفلسطينية أمام عملاق الكرة السعودية؟
في استاد لوسيل المهيب، تستعد فلسطين لخوض أهم مواجهة في تاريخها الكروي. "الشعب الفلسطيني يستحق الفرحة، وبإذن الله نواصل المسيرة"، هكذا تحدث حامد حمدان بعيون دامعة من الفخر. الإحصائيات تقول أن فارق التصنيف العالمي يتجاوز 50 مركزاً لصالح السعودية، لكن أحمد الغزي، مشجع فلسطيني من غزة يتابع من ملجأ تحت القصف، يهتف: "العزيمة لا تُقاس بالأرقام، وقلوبنا أقوى من أي تصنيف."
رحلة فلسطين للوصول إلى ربع النهائي شبيهة بقصة داوود أمام جالوت - فريق نهض كطائر الفينيق من رماد المعاناة ليرقص على أرض الأحلام. "اجتهدنا وعانينا لتكون فلسطين في ربع النهائي"، يقول حمدان مستذكراً الليالي الطوال من التدريبات وسط ظروف لا يعرفها إلا من عاشها. د. محمد العربي، المحلل الكروي المخضرم، يؤكد: "فلسطين تملك روحاً قتالية لا تُقهر، وهذا ما يجعلها خطيرة على أي منافس."
بينما تترقب الملايين مباراة الغد، يعيش الشارع الفلسطيني لحظات فارقة - أطفال يرسمون أحلامهم بألوان علم فلسطين، وعائلات تجتمع حول شاشات التلفاز منتظرة لحظة قد تغير مجرى التاريخ. سالم القطان، مشجع سعودي من الرياض، يعترف بصراحة: "نحترم فلسطين ونقدر ظروفها، لكننا واثقون من قوة منتخبنا." التحدي الحقيقي ليس فقط في المقصورة التقنية، بل في قدرة اللاعبين الفلسطينيين على تحويل عبء التوقعات إلى طاقة دافعة نحو المجد.
مهما كانت نتيجة مواجهة الغد، فإن فلسطين حققت بالفعل إنجازاً تاريخياً سيخلده التاريخ الرياضي العربي. "أعدكم بأننا سنقدم ما يفوق المستحيل"، وعد حمدان يحمل في طياته أحلام شعب بأكمله. هذه ليست مجرد مباراة كرة قدم، بل ملحمة إنسانية بطلها شعب يبحث عن الفرحة وسط المحن. فهل ستشهد قطر ميلاد أسطورة كروية جديدة تحمل اسم فلسطين؟
