الرئيسية / مال وأعمال / صادم: فجوة جنونية 300% في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء... الدولار يقفز لـ1633 ريال!
صادم: فجوة جنونية 300% في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء... الدولار يقفز لـ1633 ريال!

صادم: فجوة جنونية 300% في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء... الدولار يقفز لـ1633 ريال!

نشر: verified icon مروان الظفاري 21 نوفمبر 2025 الساعة 12:05 مساءاً

في أكبر كارثة نقدية تشهدها المنطقة العربية منذ عقود، تفجرت أزمة مدمرة تهدد بتمزيق الاقتصاد اليمني إلى شظايا لا يمكن إصلاحها. 203% - هذا هو حجم الفجوة الجهنمية في أسعار صرف الدولار بين عدن وصنعاء، حيث يقفز الدولار الواحد إلى 1633 ريالاً في عدن مقابل 540 ريالاً فقط في صنعاء. نفس الدولار الواحد يشتري طعاماً لأسرة كاملة في صنعاء أو مجرد وجبة واحدة في عدن، في مشهد يفوق الخيال الاقتصادي.

أحمد الشامي، موظف حكومي في صنعاء، يحتاج 3 أيام عمل إضافية لشراء ما يشتريه زميله في عدن بيوم واحد. "أشعر بالاختناق كلما حاولت تحويل أموال لأهلي في عدن"، يقول أحمد بصوت مرتجف، بينما تتساقط من عينيه دموع الإحباط. الأرقام تصرخ بالكارثة: 1098 ريال يمني فجوة مالية مدمرة بين سعر الدولار في المدينتين، و285 ريالاً فرقاً في أسعار الريال السعودي. د. سالم الاقتصادي، أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء، يحذر بقوة: "هذا التباين الجنوني يدمر النسيج الاقتصادي اليمني بوتيرة مرعبة."

هذا الانقسام الاقتصادي المدمر لم تشهده اليمن منذ ما قبل الوحدة عام 1990، بل يفوق حتى الفجوات النقدية في الدول المنهارة اقتصادياً مثل فنزويلا ولبنان. الحرب الدائرة منذ 2015 وانقسام المؤسسات النقدية خلقا اقتصادين منفصلين تماماً، حيث تسيطر سلطات مختلفة على البنك المركزي في كل منطقة. المضاربات المحمومة ونقص السيولة الأجنبية يدفعان بالأسعار نحو الهاوية، فيما يستغل محمد العدني، تاجر صرافة، هذه الفوضى ليحقق أرباحاً طائلة من استغلال فروق الأسعار الخرافية بين المدينتين.

في أسواق الصرافة بعدن، تصرخ الأصوات وتختلط أنين المواطنين مع هسهسة عد الأوراق النقدية المهترئة. فاطمة الحديدة، أم لخمسة أطفال، تبكي عجزها عن تحويل أموال زوجها المغترب بسعر عادل، "أطفالي جوعى وأنا لا أستطيع شراء الخبز بهذه الأسعار المجنونة." كل ثانية تمر تزيد معاناة 30 مليون يمني محاصرين في دوامة اقتصادية لا تنتهي. التوقعات الخبيرة تشير إلى تفاقم الوضع ما لم تتدخل قوى دولية فورياً لتوحيد النظام النقدي قبل انهيار كامل للعملة المحلية.

اليوم، يقف اليمن على حافة الهاوية الاقتصادية، والفجوة المدمرة البالغة 203% تهدد بتمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعي. إما توحيد نقدي عاجل أو انهيار اقتصادي كامل - لا يوجد خيار ثالث. الوقت ينفد بسرعة مرعبة، والتدخل الدولي والشعبي العاجل بات ضرورة حياة أو موت. السؤال المؤرق: كم من الوقت يحتاج الريال اليمني ليصل إلى الصفر المطلق؟

شارك الخبر