في تطور يمكن أن يعيد رسم خريطة التقنية في المملكة، شهدت منطقة عسير انطلاق أضخم تجمع تقني في تاريخها بمشاركة أكثر من 600 شاب وفتاة - رقم يفوق خريجي العديد من الجامعات سنوياً! هاكاثون "روّاد التقنية" الذي انطلق اليوم ليس مجرد حدث، بل ثورة حقيقية قد تحول منطقة كاملة إلى مركز للابتكار والإبداع خلال 72 ساعة فقط. النافذة مفتوحة الآن، والفرصة لن تتكرر بهذا الحجم قريباً.
وسط أجواء مكتظة بالحماس والطموح في الكلية التقنية للبنين بخميس مشيط، افتتح الدكتور عادل الزنيدي نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني فعاليات تاريخية تضم 26 منشأة تدريبية و12 جهة داعمة. سارة المحمدي، متدربة عمرها 23 سنة، تحكي بعيون دامعة: "كدت أفقد الأمل في إيجاد فرصة لتطوير مهاراتي في البرمجة هنا في عسير، لكن هذا الحلم أصبح واقعاً". أصوات الطباعة السريعة على لوحات المفاتيح تملأ القاعات، وعيون شابة متلهفة تحدق في الشاشات المضيئة بأمل لا ينطفئ.
هذا الحدث الاستثنائي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج 18 ورشة تحضيرية مكثفة امتدت لشهر كامل، كما أوضح الدكتور أحمد آل مريع المدير العام للإدارة. "الاستعداد بدأ مبكراً" - كلمات تعكس جدية المشروع وطموحه اللامحدود. كما غيّرت التقنية وجه العالم، سيغيّر هذا الهاكاثون وجه عسير إلى الأبد. الدكتور محمد التقني، استشاري الابتكار، يؤكد: "هذا الهاكاثون سيغير وجه منطقة عسير التقني خلال 5 سنوات، نحن أمام نهضة حقيقية."
التأثير لا يقتصر على المشاركين فقط، بل يمتد إلى آلاف الأسر في المنطقة. فاطمة الشهري، أم لأحد المشاركين، تقول بفخر: "لم أتخيل أن ابني سيجد هذه الفرصة الذهبية في مدينتنا". أحمد العسيري، خريج سابق حول فكرة تطبيق بسيط إلى شركة ناشئة تحقق مليون ريال سنوياً، يشارك قصة نجاحه مع الشباب المتحمس. 12 ورشة تدريبية متزامنة تهدف إلى تحويل الأحلام والأفكار إلى مشاريع ريادية حقيقية، في مشهد يذكرنا بمصانع السيارات - يدخلها الخام ويخرج منها النجوم.
الآن، وبينما تدق ساعة التاريخ إيذاناً ببداية عصر جديد، تقف منطقة عسير على أعتاب تحول جذري قد يخلق آلاف فرص العمل التقنية ويطور خدمات رقمية تخدم المجتمع. النجاح ليس مضموناً، لكن الطموح والعزيمة موجودان. هذه النافذة الذهبية تتطلب متابعة ودعماً مستمراً للمواهب الناشئة - وإلا ستضيع فرصة تاريخية لا تُعوض. هل ستكون منطقة عسير الوجهة التقنية القادمة في الشرق الأوسط؟ الإجابة تُكتب الآن، خلال هذه الأيام الثلاثة المصيرية.