في عملية أمنية استثنائية شاركت فيها 7 جهات حكومية في آن واحد، ضربت السلطات السعودية بيد من حديد وأغلقت محلين يتاجران في الرموز العسكرية المقدسة دون تراخيص في قلب العاصمة الرياض. العملية التي وصفها الخبراء بـ"الصاعقة الأمنية" كشفت عن انتهاكات صارخة لهيبة المؤسسات العسكرية، في مشهد يثير تساؤلاً مقلقاً: كم محلاً آخر يتلاعب برموز وطننا في الخفاء؟
اللحظات الأولى من العملية شهدت مشاهد درامية حين اقتحمت فرق التفتيش المشتركة المحلين المخالفين وسط ذهول أصحابهما وتوتر شديد في الأسواق المحيطة. محمد التاجر، أحد أصحاب المحال المغلقة، وقف عاجزاً عن الكلام وهو يشاهد عشرات الرتب والشعارات العسكرية تُصادر من محله. "لم أتوقع أن الأمر بهذه الجدية"، همس بصوت مرتجف، بينما انتشرت أنباء العملية كالنار في الهشيم بين التجار. العقيد أحمد المراقب، الذي قاد العملية الميدانية، أكد أن الكمية المصادرة تكشف عن حجم الانتهاك المروع لرموز الدولة المقدسة.
جذور هذه الحملة تمتد إلى توجيهات ملكية صارمة من الأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة الرياض، الذي شدد على أن رموز الوطن العسكرية خط أحمر لا تسامح فيه. خبراء الأمن يؤكدون أن هذه المخالفات تشبه "تدنيس العلم الوطني" في خطورتها، فالرموز العسكرية تمثل شرف المؤسسات الأمنية وتاريخها العريق. د. سعد الأمني، خبير القانون العسكري، حذر من أن استغلال هذه الرموز تجارياً يفتح الباب أمام استخدامات إجرامية خطيرة قد تصل إلى انتحال صفات أمنية أو عسكرية.
الصدمة الحقيقية تكمن في التأثير المباشر على المواطنين الذين اعتادوا شراء هذه الملابس للهوايات أو المناسبات التراثية. خالد المواطن، الذي شاهد العملية عن قرب، عبر عن مشاعر مختلطة: "أشعر بالفخر لحزم حكومتنا، لكنني قلق من صعوبة الحصول على هذه الملابس لابني الذي يحب التمثيل العسكري". خبراء السوق يتوقعون انخفاضاً حاداً في المعروض من الملابس العسكرية، مما قد يرفع أسعار المرخص منها. الأخطر من ذلك، احتمالية هروب التجارة المخالفة إلى الأسواق الإلكترونية حيث الرقابة أصعب والتتبع أعقد.
هذه العملية ليست النهاية بل البداية لحملة شاملة ستطال كل محل مشبوه في المملكة، وفقاً لتصريحات اللجنة الأمنية التي أكدت استمرار الجولات التفتيشية "حتى القضاء التام على هذه الظاهرة". الرسالة واضحة للجميع: رموز الوطن مقدسة ولن يُسمح بالمساس بها مهما كانت الذرائع التجارية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يجرؤ تاجر واحد على اللعب برموز الوطن بعد هذا التحذير الصارم؟