في تطور جوي استثنائي يهز المملكة، تستعد 8 مناطق سعودية لمواجهة طوفان مائي حقيقي يوم الأحد القادم، في أول مرة منذ 5 سنوات تشهد البلاد منخفضاً جوياً بهذه القوة المدمرة. أقل من 48 ساعة تفصلنا عن أقوى موجة أمطار هذا العام، والخبراء يحذرون: ما هو قادم سيغير وجه الطقس في المملكة تماماً.

المنخفض الجوي العاتي الذي يقترب من السعودية بسرعة البرق سيضرب مكة المكرمة والمدينة المنورة والباحة وحائل وأبها والطائف وثلاث مناطق أخرى بأمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بانخفاض حاد في درجات الحرارة. "هذا المنخفض الأقوى منذ نصف عقد، وتأثيره سيطال 60% من مساحة المملكة"، يؤكد المهندس سعد الغامدي، خبير الأرصاد الذي نجح في التنبؤ بدقة بالموجات المطرية السابقة. أم محمد من جدة تتذكر بقلق: "فيضانات 2009 لا تزال في الذاكرة، وأخشى على أطفالي الصغار من تكرار الكابوس."

ليس الأمر مجرد مطر عادي، بل موسم كامل من الاضطراب الجوي يمتد طوال ديسمبر. التغيرات المناخية العالمية وموقع السعودية الجغرافي الاستراتيجي يجعلان هذا الحدث مشابهاً لـفيضانات جدة المدمرة 2009 وأمطار الرياض الطوفانية 2018. د. عبدالله النعيمي، أستاذ المناخ بجامعة الملك سعود، يحذر بقوة: "هذه أقوى موجة جوية منذ 5 سنوات، والمؤشرات تدل على احتمالية استمرار التقلبات طوال الشهر." الأرقام صادمة: أكثر من 15 مليون مواطن ومقيم سيواجهون تأثيراً مباشراً من هذا الطوفان المائي.

الحياة في المملكة على وشك التوقف كلياً يوم الأحد. المواصلات ستتعطل، الفعاليات الخارجية ستُلغى، والقيادة ستصبح مخاطرة حقيقية وسط شوارع تتحول لأنهار جارية. لكن الصورة ليست سوداء تماماً - المزارعون يترقبون بفارغ الصبر هذه النعمة السماوية بعد شهرين من الجفاف. خالد التركي، مزارع من الباحة، يقول بحماس: "الأرض عطشانة منذ شهرين، والمطر نعمة لو جاء بتدرج." انتعاش الطبيعة وارتفاع منسوب السدود وتحسن نوعية الهواء كلها مكاسب محتملة، لكن السؤال الأهم: هل البنية التحتية جاهزة لاستيعاب كمية مياه تكفي لملء ملعب كرة قدم بعمق مترين؟

الساعات القادمة حاسمة والاستعداد واجب. تجنب الأودية، تأجيل الرحلات غير الضرورية، وتجهيز مؤن الطوارئ ليس مجرد نصائح بل ضرورة حتمية للنجاة. 8 مناطق، ملايين المتأثرين، وطوفان مائي تاريخي ينتظر السعودية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة أقوى عاصفة مطرية منذ نصف عقد؟