في إنجاز يهز العالم ويعيد تعريف معنى العطاء، حققت المملكة العربية السعودية معجزة إنسانية حقيقية بوصول عدد المتطوعين إلى مليون متطوع - رقم كان مستهدفاً لعام 2030 لكنه تحقق اليوم، قبل الموعد المحدد بـست سنوات كاملة! هذا يعني أن واحداً من كل 35 مواطناً سعودياً قرر أن يكون ملاكاً على الأرض، في مشهد يذكرنا بعصور الخير الذهبية.

الأرقام تحكي قصة أسطورية: 59 مليون ساعة تطوعية تم إنجازها هذا العام وحده - ما يعادل 6,700 سنة عمل متواصلة! فهد الشمري، مهندس يبلغ من العمر 28 عاماً وتطوع 500 ساعة هذا العام، يروي تجربته بحماس: "التطوع غيّر حياتي وأعطاني معنى أكبر للنجاح. عندما أرى ابتسامة طفل ساعدته، أشعر أنني حققت أكثر من أي مشروع هندسي." والأكثر إدهاشاً؟ العائد الاقتصادي لهذا العطاء وصل إلى 1.2 مليار ريال سعودي - رقم أكبر من ميزانيات دول كاملة!

معالي أحمد بن سليمان الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، كشف أن هذا الإنجاز ليس صدفة بل ثمرة منهجية مؤسسية متكاملة بدأت مع رؤية 2030. "العمل التطوعي وسيلة من وسائل النهوض بالمجتمعات، ورمز للتكافل والتكاتف"، يقول الوزير بفخر. والمقارنات مذهلة: حققت السعودية نسبة 11% في مؤشر التطوع الاحترافي مقابل 5% فقط عالمياً، مما يضعها في مقدمة الدول المتقدمة اجتماعياً.

هذا التحول الجذري لمس حياة الملايين. أم أحمد، 45 عاماً، تحكي بدموع الامتنان: "المتطوعون أنقذوا أسرتي في أصعب الظروف." د. نوال العتيبي، خبيرة التنمية المجتمعية، تؤكد: "هذا الإنجاز يضع السعودية في مقدمة الدول المتقدمة اجتماعياً ويرسخها كنموذج يُحتذى به عالمياً." المنصة الوطنية للعمل التطوعي تضم الآن 2.1 مليون مسجل و8,397 جهة، في شبكة خير تنتشر بسرعة الضوء عبر المملكة.

مليون متطوع، 59 مليون ساعة عطاء، 1.2 مليار ريال عائد اقتصادي، وإنجاز تحقق قبل موعده بست سنوات - هذه ليست مجرد أرقام، بل ثورة إنسانية حقيقية تكتب فصلاً جديداً في تاريخ العمل التطوعي العالمي. السعودية اليوم لا تحقق رؤية 2030 فحسب، بل تتفوق عليها وتضع معايير جديدة للعالم أجمع. هل ستكون الرقم 1,000,001 في جيش الخير السعودي؟