في حدث تاريخي يهز أركان صناعة السياحة العالمية، تجتمع 7 جهات عملاقة لأول مرة تحت مظلة واحدة، لتطلق أكبر مشاركة سعودية في معرض "تورايز 2025". خالد المحلاوي، مدير استثمارات سياحية من أبها، لا يزال يرتجف من الإثارة: "شاهدت بعيني كيف احتل جناح عسير مساحة تضاهي ملعب كرة قدم كامل، والمستثمرون الدوليون يتهافتون كالنحل على العسل." مع بقاء 6 سنوات فقط لتحقيق رؤية 2030، تطرق الفرصة الذهبية الباب الآن.
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال، يضم التحالف الاستراتيجي هيئة تطوير المنطقة وجامعة الملك خالد وأمانة عسير، إلى جانب عملاقي "أرادرا" و"عسير للاستثمار" التابعين لصندوق الاستثمارات العامة، ومحمية الإمام فيصل الملكية، والهيئة العليا لكأس العالم 2034. "عسير اليوم تشبه سويسرا الشرق الأوسط"، تؤكد د. سارة العسيري، خبيرة التطوير السياحي، "جبال خضراء وأجواء معتدلة ستجذب ملايين السياح."
هذا التحالف ليس صدفة، بل ثمرة إستراتيجية "عسير - قمم وشيم" التي حولت المنطقة إلى نموذج وطني رائد. مثل اكتشاف البترول في الثلاثينات الذي غير وجه المملكة، تكتشف عسير اليوم "الذهب الأخضر" السياحي. أحمد الغامدي، المحلل الاقتصادي، يتذكر توقعاته منذ 2020: "قلت إن عسير ستصبح قبلة المستثمرين العالميين، واليوم أرى تحقق النبوءة بأم عيني." الخبراء يتوقعون عوائد تفوق 50 مليار ريال بحلول 2030.
في أروقة المعرض، تتصاعد همهمات المستثمرين الدوليين وأصوات المفاوضات بلغات مختلفة، بينما يملأ عبير الهواء الجبلي العليل أجواء الجناح المتألق كجوهرة وسط المعرض. محمد الشهري، المرشد السياحي المحلي، يصف التحول بانبهار: "شاهدت منطقتي تتحول من قرية صغيرة إلى مدينة عالمية." الآن، مع انطلاق مشاريع سياحية جديدة وارتفاع أسعار الأراضي، تزدهر الأعمال المحلية وتتحسن مستويات المعيشة، فيما يحذر الخبراء: الاستثمار المبكر ضروري قبل فوات القطار.
بينما يرسم هذا التحالف التاريخي ملامح عسير 2034 كجوهرة السياحة العالمية ومضيف كأس العالم، تبقى اللحظة الحاسمة: الآن أو أبداً. مع تحول عسير لقوة إعصار تجتاح صناعة السياحة العالمية، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل ستكون جزءاً من نهضة عسير التاريخية، أم ستكتفي بمشاهدتها من بعيد؟