في تطور مثير كشف حقيقة صادمة، نجحت وزارة السياحة والآثار المصرية في إنهاء جدل واسع اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي خلال أقل من 48 ساعة، حول صور مثيرة للقلق أظهرت أغطية بلاستيكية ممزقة حول المتحف المصري الكبير - أكبر متحف أثري في العالم. ما ظنه الآلاف إهمالاً جسيماً لمعلم حضاري بتكلفة مليار دولار، تبين أنه دليل على دقة التنظيم والتخطيط المحكم لما بعد احتفالية الافتتاح الرسمي.
كشفت الوزارة أن هذه المواد البلاستيكية المتناثرة لم تكن نتيجة إهمال كما اعتقد المئات من المواطنين، بل كانت أغطية حماية مؤقتة وضعتها الشركة المنظمة للحفل فوق حواجز خشبية لحماية المنطقة المحيطة أثناء الأعمال التحضيرية. أحمد محمد, مواطن مصري شاهد الصور على فيسبوك، يروي: "شعرت بحزن شديد لاعتقادي أن المتحف يُهمَل بعد الافتتاح مباشرة، لكن معرفة الحقيقة أراحتني كثيراً." الأرقام تشير إلى أن المتحف المُعد لاستقبال 15 مليون زائر سنوياً كان محمياً وفق أعلى معايير التنظيم الدولية.
هذا النوع من سوء الفهم الجماعي ليس جديداً في تاريخ المعالم الحضارية الكبرى، فقد شهدت افتتاحات مماثلة حول العالم تحديات مشابهة. مثل الفوضى المؤقتة بعد احتفالات فتح قناة السويس الجديدة، تحتاج هذه المناسبات الضخمة وقتاً للعودة إلى حالتها الطبيعية. د. زاهي حواس, عالم الآثار المصري، أكد أن "هذا النوع من التنظيف التدريجي طبيعي جداً بعد المناسبات الكبرى، والمهم هو الشفافية في التعامل معه."
بدأت أعمال الإزالة فعلياً منذ عصر أمس، حيث يعمل المهندس سامي عبدالله وفريقه ليل نهار لإعادة المنطقة لحالتها الطبيعية. فاطمة أحمد, مرشدة سياحية شهدت عمليات التنظيف بنفسها، تؤكد: "رأيت الفرق بعيني، كل شيء يسير وفق خطة محكمة والمنطقة تستعيد جمالها تدريجياً." هذا التطور الإيجابي يطمئن ملايين المصريين الذين ينتظرون رؤية أعظم إنجازاتهم الحضارية في أبهى صورة، خاصة مع اقتراب موسم الذروة السياحية وتوقع استقبال آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم.
تُعيد هذه القضية طرح تساؤل مهم حول ثقافة التحقق من المصادر الرسمية قبل إصدار الأحكام، خاصة في عصر انتشار الأخبار بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي. الوزارة تدعو جميع المواطنين إلى التحلي بالصبر والرجوع للمصادر الموثقة، مؤكدة أن المظهر العام للمتحف سيعود لحالته المثلى قريباً جداً. هل سنتعلم من هذا الدرس أهمية التثبت والحكمة قبل إصدار الأحكام على معالمنا الحضارية التي نفخر بها جميعاً؟