في تطور صادم يعيد تشكيل خريطة النفوذ المالي العالمي، حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً استثنائياً لم تشهده المنطقة من قبل، بفوزها برئاسة أقوى منظمة رقابية مالية في العالم، لتقود مصير 195 دولة تضم أكثر من 3 مليارات إنسان. هذا ليس مجرد فوز دبلوماسي، بل ثورة حقيقية في موازين القوة المالية العالمية تضع الرياض في قلب اتخاذ القرارات التي ستحدد مستقبل الاقتصاد العالمي للسنوات القادمة.
الإعلان الذي هز أروقة مؤتمر شرم الشيخ جاء بالإجماع من وفود العالم أجمع، حيث سلمت المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الإنتوساي" مقاليد قيادتها للمملكة اعتباراً من عام 2031. "سيدوَن هذا الإنجاز في سجلات المملكة الزاخرة بالمنجزات، في صورة تعكس المكانة العالمية التي بلغتها والثقة الدولية التي تحظى بها"، كما أكد معالي الدكتور حسام العنقري، بينما وصف أحمد المالكي، المحاسب السعودي الشاب: "أشعر أن مهنتي أصبحت لها وزن عالمي الآن، وأن كل رقم أراجعه يحمل مسؤولية تاريخية."
هذا الفوز التاريخي ليس وليد اللحظة، بل ثمرة مسيرة طموحة بدأت مع رؤية السعودية 2030 التي جعلت من النزاهة والشفافية والمساءلة أعمدة راسخة في بناء الدولة الحديثة. على مدار السنوات الماضية، خاضت المملكة معركة حقيقية ضد الفساد وأرست معايير حوكمة تضاهي أرقى النظم العالمية، حتى أصبحت تجربتها مرجعاً يُحتذى به في المحافل الدولية. هذا التطور يذكرنا بتحول سنغافورة من ميناء صغير إلى مركز مالي عالمي، لكن المملكة تفوقت بامتلاكها موارد طبيعية واستراتيجية لا تضاهى.
التداعيات ستكون هائلة على المستوى الشخصي لكل مواطن ومقيم، فالشباب السعودي سيجد أمامه فرصاً ذهبية في قطاع ناشئ يُتوقع أن ينمو بنسبة 400% خلال العقد القادم. المستثمرون الأذكياء يتسارعون للدخول في مجال التقنيات المالية والاستشارات الرقابية، بينما تتأهب الرياض لتصبح "وادي الحوكمة المالية" الجديد. محمد العتيبي الذي شهد لحظة الإعلان وصف المشهد قائلاً: "رأيت الفخر في عيون الوفود العالمية عندما أعلن فوز المملكة، كان الجميع يدرك أنهم أمام قوة صاعدة لا يمكن تجاهلها."
من الرياض، قلب العالم النابض، تنطلق رسالة جديدة تعلن ميلاد عصر جديد حيث القيادة العربية تتصدر المشهد المالي العالمي. هذه ليست مجرد رئاسة شرفية، بل مسؤولية تاريخية ستحدد معايير الرقابة المالية لعقود قادمة. السؤال الآن: هل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذا التحول التاريخي الذي سيعيد تشكيل مستقبل المنطقة والعالم؟