في تطور صادم يكشف عمق الأزمة الإنسانية، شهدت أسعار السكر في صنعاء ارتفاعاً جنونياً بنسبة 37% خلال أسبوع واحد فقط، مسجلة قفزة سعرية قدرها 7000 ريال دفعة واحدة. هذه الجرعة السعرية الخفية تضرب جيوب اليمنيين بقسوة، بينما تفرغ المخازن من مادة السكر الأساسية، والأخطر أن هذا مجرد البداية لكارثة اقتصادية أكبر.
أم محمد، ربة بيت من صنعاء تبلغ 45 عاماً، تحكي بألم: "كنت أشتري كيس السكر بـ19 ألف ريال الأسبوع الماضي، اليوم لا أستطيع حتى شراء نصف كيس". المشهد في أسواق صنعاء مؤلم: رفوف فارغة تماماً من السكر، طوابير طويلة من المواطنين يبحثون عن أي كمية متوفرة، ووجوه منهكة تحمل قلق الأمهات على أطفالهن. سالم التاجر يؤكد: "المخازن فارغة منذ أسبوع، والناس تبحث عنه في كل مكان".
خلف هذه الكارثة الصامتة، يقبع السبب الحقيقي الذي سيصدمك: تدمير ميناء الحديدة بالكامل جراء الضربات الإسرائيلية المدمرة، والذي كان يستورد 70% من السلع الأساسية لشمال اليمن. الدكتور أحمد السياني، الخبير الاقتصادي، يحذر: "هذه النتيجة الطبيعية لسياسات فاشلة وتدمير ممنهج للبنية التحتية، والمليشيات الحوثية تمنع التجار من الاستيراد عبر المنافذ الحكومية". الوضع أشبه بخنق اقتصادي متعمد لشعب يعاني أصلاً من انقطاع المرتبات وشحة فرص العمل منذ سنوات.
الكارثة الحقيقية أن هذا الارتفاع البالغ 7000 ريال يعادل راتب معلم لأسبوعين كاملين، في بلد يعيش 80% من سكانه تحت خط الفقر. العائلات تغير نمط طعامها بالكامل، والأطفال محرومون من أبسط الحلويات، بينما تنتشر رائحة اليأس في أسواق كانت يوماً تعج بالحياة. الخبراء يتوقعون انتشار هذه الأزمة لتشمل سلعاً أساسية أخرى، مما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية قد تدفع بمئات الآلاف للهجرة أو المواجهة مع الجوع المباشر.
مع استمرار نفاد السكر من الأسواق وارتفاع الأسعار يومياً، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: كم من الوقت يمكن للشعب اليمني أن يصمد أمام هذا التدهور المستمر، وهل ستتدخل الأطراف الدولية قبل انزلاق البلاد نحو مجاعة حقيقية؟ الوقت ينفد، والمعاناة تتصاعد، والأسوأ قادم.
