في مأساة تقطع نياط القلوب، لقي مهندس مصري مع زوجته وطفلهما الرضيع البالغ من العمر 7 أشهر فقط مصرعهم في حادث مروع بمكة المكرمة، بينما شهدت محافظة القليوبية في نفس اليوم سلسلة حوادث أخرى راح ضحيتها شخص وأصيب 5 آخرين. في أقل من 24 ساعة، حصدت الطرق أرواح 4 أشخاص وأصابت 5 آخرين في مشاهد تذكرنا بقسوة أن الموت قد يأتي في أي لحظة.
المهندس أحمد عبد العليم السيد من قرية كفر العرب ببنها، كان في رحلة مع عائلته الصغيرة إلى الأراضي المقدسة عندما تحولت أحلامهم إلى كابوس مدمر. "كان صديقاً للجميع في الدراسة والحياة، محباً للدعابة والضحكة التي ميزت شخصيته" كما وصفه نجل عمه بصوت مخنوق بالدموع. الطفل الرضيع، الذي لم يكمل عامه الأول بعد، انطفأت شمعة حياته قبل أن تضيء كما ينبغي، في مشهد يحطم قلب كل أب وأم.
وفي محافظة القليوبية، تتالت الحوادث كقطع الدومينو المتساقطة. على طريق بنها-كفر شكر، تصادمت دراجة نارية مع سيارة ملاكي، مخلفة 5 مصابين تتراوح إصاباتهم بين النزيف والارتجاج. المصابون هم يوسف محمد عطية ومحمد ناصر عبد المنعم وعلاء فتحي فهمي ومحمود غنيمي السيد وأحمد شريف أحمد، وجميعهم ينتظرون في مستشفى جامعة بنها معجزة الشفاء. تزايد حوادث الطرق في المنطقة يثير تساؤلات مؤلمة حول جودة البنية التحتية وثقافة السلامة المرورية.
في حادث منفصل بمنطقة شبلنجة، انفجر إطار سيارة بقوة جعلت سائقها يفقد السيطرة تماماً، لتنقلب المركبة وتنهي حياته في موقع الحادث. اللواء محمد السيد، مدير مباحث القليوبية، أكد أن انفجار الإطار كان السبب المباشر، لكن السؤال الأكبر يبقى: لماذا لا تزال سياراتنا تحمل قنابل موقوتة تسمى "إطارات غير صالحة"؟ كل عائلة تشاهد الأخبار اليوم تتساءل: "هل سيارتي آمنة؟ هل سأعود لأحبائي سالماً؟"
هذه ليست مجرد إحصائيات باردة، بل أرواح كان لها أحلام ومستقبل. فاطمة، زوجة المهندس الشابة، كانت تحمل بين ذراعيها طفلها الصغير أحمد وتحلم برؤيته يكبر ويصبح رجلاً. أما ضحايا القليوبية فكانوا في طريقهم لعائلاتهم، لا يعلمون أن القدر يخبئ لهم مفاجأة قاسية. كم عائلة أخرى ستدفع ثمن إهمالنا في الصيانة الدورية وقوانين المرور قبل أن نتحرك جدياً لوقف هذا النزيف؟