في كشف مثير يهز عالم الضمان الاجتماعي، تشير التقارير إلى أن آلاف الأسر السعودية تحصل على دفعات مالية تراكمية تصل لعدة أشهر في يوم واحد من خلال نظام الدفعات بأثر رجعي. الصادم في الأمر أن 30 يوماً فقط تفصل بينك وبين خسارة آلاف الريالات من مستحقاتك للأبد - مهلة لا رجعة فيها تجعل الملايين من الريالات تختفي سنوياً من حسابات المستحقين الذين لا يعرفون حقوقهم.

أم خالد، والدة لثلاثة أطفال من الرياض، تروي تجربتها المؤلمة: "فقدت 4 أشهر من مستحقاتي بسبب خطأ في تحديث راتبي، كنت أظن أن الأموال ضاعت للأبد". لكن ما حدث بعدها كان بمثابة معجزة مالية - استطاعت استرداد جميع المبالغ المفقودة دفعة واحدة بعد تقديم اعتراض ناجح. محمد العتيبي من جدة كان أكثر حظاً، حيث تلقى 15,000 ريال في إيداع واحد يمثل 8 أشهر من المستحقات التي ظن أنها ضاعت إلى الأبد.

خلف هذه القصص المذهلة يقف نظام معقد طورته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ضمن رؤية 2030، يهدف لضمان العدالة المالية المطلقة للمستفيدين. د. سارة الأحمدي، مستشارة الحماية الاجتماعية، تؤكد: "النظام مصمم ليضمن عدم ضياع أي حق مالي للمستفيدين المستحقين، مهما كانت الأخطاء الإدارية". التطوير جاء استجابة لـتزايد الاعتراضات الشهرية على قرارات رفض الأهلية، حيث اكتشفت الوزارة أن معظمها بسبب أخطاء في تحديث البيانات أو نقص المعلومات.

الأثر على الحياة اليومية للأسر المستفيدة يكون صادماً وفورياً. فاطمة الزهراني من الدمام تصف اللحظة: "شاهدت رصيدي يقفز من صفر إلى 12,000 ريال في ثانية واحدة، كنت أظن أن هناك خطأ في التطبيق". هذه المبالغ الضخمة تمكن الأسر من تأمين احتياجاتها الأساسية المتراكمة، دفع ديون، وأحياناً الاستثمار في تحسين ظروفها المعيشية. لكن الخبراء يحذرون من أن عدم معرفة الإجراءات الصحيحة قد يحرم الآلاف من استرداد مستحقاتهم رغم استحقاقهم الكامل لها.

في نهاية المطاف، تبقى الدفعات بأثر رجعي حقاً مكفولاً لكل مستحق، لكنها تتطلب معرفة دقيقة بالإجراءات والالتزام الصارم بالمواعيد المحددة. مع تطوير النظام ليصبح أكثر دقة وعدالة، يبقى السؤال الحاسم: هل ستدع 30 يوماً تقف بينك وبين استرداد مستحقاتك، أم ستراجع أهليتك وتقدم اعتراضك الآن قبل فوات القطار الذي قد لا يعود مرة أخرى؟