في انقلاب مذهل هز عالم الكرة الخليجية، حول نادي تضامن حضرموت اليمني كابوس الخسارة المدوية 5-0 أمام الريان إلى حلم تاريخي بفوز ساحق 2-0 على العملاق السعودي الشباب في مفاجأة لم يتوقعها أحد. من الإذلال الكامل إلى المجد الخالد خلال 4 أيام فقط - معادلة خارقة حولت الدموع إلى فرح جنوني وكتبت اسم اليمن بأحرف من ذهب في سجلات دوري أبطال الخليج.
أحمد اليمني، مدرب شبابي من حضرموت يبلغ 35 عاماً، انفجر بالبكاء فرحاً وهو يشاهد الهدف الثاني: "والله هدف خيالي خيالي.. لم أصدق عيني!" صرخات الفرح الجنونية للجماهير اليمنية اهتزت لها أركان الملعب، بينما ساد صمت مدوي في الجانب السعودي بعد أن شاهدوا فريقاً بميزانية لا تتجاوز جزءاً من مليون ريال يسحق عملاقاً تفوق ميزانيته الـ50 مليون ريال. د. محمد الرياضي، المحلل الكروي المخضرم، وصف المشهد قائلاً: "هذا الفوز سيدخل تاريخ الكرة الخليجية كأكبر مفاجأة على الإطلاق."
الخلفية المأساوية للقصة تجعل النصر أكثر إثارة ودهشة. فقبل أربعة أيام فقط، غادر لاعبو التضامن أرضية الملعب منكسري الرؤوس بعد الهزيمة المدوية 5-0 أمام الريان القطري، في مشهد بدا وكأنه نعي لآمالهم في البطولة. الجميع، من خبراء إلى جماهير، توقع سيناريو الإذلال المكرر أمام الشباب السعودي. لكن كما انتصر داود على جالوت، كتب الفريق اليمني أسطورة جديدة استحال معها المستحيل إلى حقيقة مذهلة، وتحول الضعيف إلى جبار يقهر العمالقة بعزيمة لا تنكسر.
خالد المشجع السعودي، الذي سافر من الرياض خصيصاً لمشاهدة المباراة، عاد بخيبة أمل كبيرة وهو يردد بمرارة: "لم أتوقع هذا الكابوس أبداً." التأثير تجاوز حدود الملعب ليصل إلى الشوارع اليمنية التي انفجرت احتفالاً، والمجالس السعودية التي غرقت في صمت الصدمة. قشعريرة الإثارة سرت في أوصال كل مشاهد عربي رأى فريقاً من اليمن الجريح يستعيد كرامته بقوة الإرادة والعزيمة. هذا الانتصار ليس مجرد فوز كروي، بل رسالة قوية مفادها أن الأحلام لا تموت مهما اشتدت الظروف، وأن الكرامة لا تُباع مهما كان الثمن.
وبينما يرفع تضامن حضرموت رصيده إلى 3 نقاط متصدراً المجموعة الثانية مؤقتاً، يبقى السؤال الذهبي معلقاً في أذهان الملايين: هل شهدنا ولادة أسطورة كروية جديدة ستستمر في صناعة المعجزات، أم أن هذه مجرد لحظة سحرية عابرة في تاريخ الكرة العربية؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، لكن شيئاً واحداً مؤكد: اليوم سطر الفريق اليمني اسمه بأحرف من نور في قلوب محبي الكرة في كل مكان.