أعلن مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام عن نجاح فرقه الهندسية في إزالة واحد وعشرين لغماً مضاداً للآليات وعبوة ناسفة واحدة، جرفتها السيول الأخيرة من حقول الموت إلى المناطق المأهولة بالسكان في محافظة صعدة شمالي اليمن.
وبحسب بيان رسمي صادر عن المشروع، تمكنت فرق المسح الميداني من تنفيذ عملية الإزالة في مصب وادي العطفين بمنطقة الأجاشر في مديرية كتاف والبقع، ضمن المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
أوضح حسين العقيلي، قائد الفريق الهندسي، أن هذه المتفجرات شكلت خطراً داهماً على حياة المدنيين بعد أن حملتها تيارات المياه العاتية من مواضعها الأصلية المجهولة إلى أماكن قريبة من التجمعات السكنية، مما استدعى تدخلاً طارئاً لتأمين المنطقة ومنع وقوع كارثة إنسانية.
تكشف هذه الحادثة عن تعقيد إضافي لموسم الأمطار في اليمن، حيث لا تقتصر المخاطر على السيول التقليدية والأضرار المادية، بل تمتد لتشمل إعادة توزيع الألغام والعبوات المدفونة عبر مجاري المياه الطبيعية.
يؤكد خبراء الألغام أن الظاهرة تمثل تحدياً مضاعفاً للمناطق التي تم تطهيرها مسبقاً أو تلك التي تعتبر آمنة نسبياً، إذ قد تصبح فجأة مناطق خطر بسبب انجراف المتفجرات من مواقع بعيدة.
تواصل فرق المشروع الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أعمالها بوتيرة متسارعة خلال موسم الأمطار الحالي، حيث تركز جهودها على مراقبة المناطق المعرضة لجرف الألغام والاستجابة السريعة لأي تقارير عن وجود متفجرات في مناطق جديدة.
بدأ مشروع "مسام" نشاطه في اليمن عام 2018، وتمكن منذ ذلك التاريخ من إزالة مئات الآلاف من الألغام ومخلفات الحرب المتفجرة التي زرعتها جماعة الحوثي في مختلف المحافظات اليمنية، مما ساهم في إعادة الحياة الطبيعية لآلاف الأسر وتأمين طرق المواصلات والمناطق الزراعية.
يبرز الحدث أهمية تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتنسيق بين فرق نزع الألغام ومراكز الأرصاد الجوية، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة في زراعة الألغام، لضمان الاستعداد المسبق لموسم الأمطار والسيول.