في تطور استثنائي قد يكون الأول من نوعه منذ سنوات، فتحت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات في عدن باب الأمل أمام آلاف الشباب العاطل بإعلانها عن فرصتين وظيفيتين فنيتين. 7 أيام فقط تفصل بين اليوم وإغلاق باب التقديم نهائياً، في سباق مع الزمن قد يحدد مصير عائلات بأكملها.
يقول أحمد محمد، فني كهرباء يبلغ من العمر 28 عاماً: "منذ ثلاث سنوات وأنا أبحث عن عمل، هذه قد تكون فرصتي الذهبية." كلمات تلخص حال مئات الشباب الذين تهافتوا على مقر الوزارة بمديرية خور مكسر فور انتشار الخبر. الوظيفتان المعلنتان - مختص مولدات كهرباء وفني كهرباء - تتطلبان دبلوماً بعد الثانوية وخبرة عملية، وهي شروط يحملها الكثيرون لكن الفرص كانت معدومة.
هذا الإعلان يأتي بعد سنوات من الجفاف الوظيفي في القطاع الحكومي، حيث لم تشهد الوزارات إعلانات توظيف منتظمة منذ بداية الأزمة. أزمة الكهرباء المستمرة وحاجة المؤسسات الحكومية لصيانة مولداتها ومرافقها الكهربائية دفعت الوزارة لاتخاذ هذه الخطوة الجريئة. كما أن انتشار الخبر كالنار في الهشيم بين الشباب يؤكد مدى العطش للفرص الوظيفية في بلد يعاني من معدلات بطالة مرتفعة.
بالنسبة لفاطمة علي، المختصة في المولدات الكهربائية، فإن هذا الإعلان يمثل فرصة استثنائية: "أريد أن أكون أول امرأة تحصل على هذا المنصب لكسر الحواجز التقليدية." الوزارة تطلب من المتقدمين تجهيز مستنداتهم بما يشمل المؤهلات العلمية والبطاقة الشخصية وشهادات الخبرة إن وجدت. مقر الديوان العام بخور مكسر شهد حركة غير اعتيادية من المراجعين الذين يستفسرون عن تفاصيل التقديم، والجميع يدرك أن المنافسة ستكون شرسة.
تنتهي مهلة التقديم خلال أسبوع واحد من تاريخ الإعلان، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه بداية عودة التوظيف الحكومي إلى طبيعته؟ أم أنها مجرد قطرة في محيط الحاجة للوظائف؟ الوقت ينفد بسرعة، والفرصة لن تنتظر المترددين. فهل ستكون أنت أحد المحظوظين الذين يحولون هذا الإعلان إلى بداية جديدة لحياتهم المهنية؟
