استقبل ميناء المخا التاريخي بمحافظة تعز أول سفينة تجارية كبيرة منذ أربعة عشر عاماً، في حدث لافت يبشر بعودة الحياة التجارية إلى هذا الموقع الاستراتيجي على الساحل الغربي لليمن، ويفتح آفاقاً اقتصادية واعدة للمنطقة.
تمكن الميناء من استقبال السفينة "BAY10"، وهي أول سفينة تجارية ضخمة ترسو على أرصفته منذ إغلاقه الطويل، محملة بالمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الضرورية للمواطنين، حيث بدأت عمليات التفريغ فوراً بفضل التسهيلات المقدمة من إدارة الميناء.
يأتي هذا الإنجاز الاقتصادي ضمن خطة طموحة لإعادة تفعيل الميناء واستعادة مكانته كمركز تجاري حيوي، وفقاً للدكتور عبدالملك الشرعبي، نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر للشؤون الفنية ومدير عام ميناء المخا، الذي أكد أن الفترة المقبلة ستشهد استقبال المزيد من السفن التجارية الكبيرة.
لعب العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، دوراً محورياً في دعم جهود إعادة تأهيل وتشغيل الميناء، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع في خطط التنمية الاقتصادية الوطنية.
يحمل إعادة تشغيل ميناء المخا تأثيرات اقتصادية عميقة تتجاوز مجرد استقبال البضائع، حيث يُتوقع أن يساهم في خلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين وتنشيط الحركة التجارية في الساحل الغربي. هذا التطور يبعث الأمل في نفوس المواطنين الذين عانوا طويلاً من تبعات إغلاق هذا المرفق الحيوي.
تمثل عودة النشاط التجاري للميناء خطوة مهمة نحو تحسين أوضاع المعيشة للمجتمعات المحلية، وتعزيز قدرة المنطقة على استقبال السلع الأساسية والمواد الاستهلاكية التي يحتاجها المواطنون في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
كما يشكل هذا الحدث إشارة إيجابية للمستثمرين والشركات التجارية الدولية حول إمكانية العودة التدريجية للاستثمار في القطاع اللوجستي اليمني، مما قد يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات المستقبلية.
يأتي نجاح إعادة تشغيل ميناء المخا في توقيت يحتاج فيه اليمن إلى كل الحلول الممكنة لتخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطنين، حيث سيساعد الميناء في تسهيل وصول البضائع والمواد الغذائية بكلفة أقل وسرعة أكبر.
تؤكد الخطوات التنفيذية المتسارعة لإعادة تفعيل الميناء على الجدية في استعادة اليمن لدوره التجاري التاريخي كحلقة وصل مهمة في التجارة الدولية، خاصة مع موقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر.
ويعد ميناء المخا التاريخي من أقدم الموانئ اليمنية وأهمها، حيث لعب دوراً محورياً في التجارة العربية والدولية عبر القرون، قبل أن تؤدي ظروف الحرب والصراع إلى توقف أنشطته التجارية لفترة طويلة امتدت عقداً ونصف.
