في خبر سار أنهى أسبوعاً من الترقب والانتظار، استيقظ آلاف الموظفين في 5 مرافق حكومية على أنباء مفرحة من بنك عدن الإسلامي. الإعلان الذي طال انتظاره وصل أخيراً: رواتب شهر يوليو متاحة للسحب فوراً، وللمرة الأولى بـ 4 طرق مبتكرة تجعل الحصول على الراتب أسهل من أي وقت مضى. في زمن التحديات، تثبت عدن أن التقدم التقني ممكن حتى في أصعب الظروف.
المرافق المشمولة تضم قطاعات حيوية: التعليم الفني والتدريب المهني، التربية والتعليم، الشباب والرياضة، الإدارة المحلية، والإعلام. أحمد العدني، مدرس في مكتب التربية البالغ من العمر 35 عاماً، لم يخف فرحته: "لأول مرة أتمكن من سحب راتبي عبر التطبيق دون الحاجة للذهاب للبنك." الأرقام تتحدث بوضوح: آلاف الموظفين يمكنهم الآن الاختيار بين تطبيق بنك عدن، أجهزة الصراف الآلي، خدمة السحب بدون بطاقة، أو نقاط البيع لدى الوكلاء.
هذا التطوير يأتي في سياق استمرار النظام المصرفي في عدن في أداء دوره رغم التحديات الاستثنائية التي تواجه البلاد. الاستقرار النسبي في العاصمة الاقتصادية مكّن البنك من تطوير خدماته الرقمية، مثل نهر يشق طريقه رغم الصخور. د. سالم الحضرمي، الخبير المصرفي، أشاد بهذا التقدم قائلاً: "ما نشهده اليوم يضع عدن في مقدمة المدن اليمنية من حيث الخدمات المصرفية الرقمية." مقارنة بالطرق التقليدية التي تتطلب ساعات انتظار، فإن السحب الآن أصبح بسرعة البرق.
التأثير على الحياة اليومية فوري وملموس. فاطمة محمد، موظفة في مكتب الإعلام تبلغ 28 عاماً، تخطط بالفعل لمشترياتها: "الراتب وصل في الوقت المناسب، والأطفال يحتاجون مستلزمات المدرسة." الحركة التجارية ستشهد انتعاشاً ملحوظاً خلال الأيام القادمة، بينما تتزايد الثقة في النظام المصرفي المحلي. عبدالله القحطاني، المتقاعد البالغ 55 عاماً والذي يتابع أخبار الرواتب لأولاده الموظفين، يؤكد: "هذا دليل على أن عدن تسير في الاتجاه الصحيح." النصيحة الذهبية للموظفين: استخدموا التطبيق لتجنب الازدحام في البنوك والتخطيط المالي الجيد للراتب.
بينما تحتفل هذه المرافق الخمسة بوصول رواتبها، تبقى عيون آلاف الموظفين الآخرين مترقبة. هل ستشهد الأسابيع القادمة إعلانات مماثلة؟ الإشارات إيجابية، والتطوير التقني مستمر. الخدمات الرقمية ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة عصرية تجعل الحياة أسهل للجميع. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح عدن نموذجاً يُحتذى به في الخدمات المصرفية الرقمية عبر اليمن؟