في لحظة تاريخية تعيد رسم خريطة التنمية اليمنية، بدأت مشاهد نهضة حقيقية تتكشف على أرض الواقع، حيث انطلقت أعمال سفلتة طريق استراتيجي بطول 7 كيلومترات في أبين، بينما يحافظ الريال اليمني على استقراره وتزدهر المبادرات النسائية في لحج. هذه ليست مجرد أخبار عادية، بل شاهد على صمود شعب يبني مستقبله بالأسفلت والإبداع رغم كل التحديات.
بدأت الجهة المنفذة لمشروع سد وادي حسّان صباح اليوم الجمعة أعمال سفلتة الطريق الرابط بين منطقة الحصن وموقع السد، في مشهد يحمل معاني النهضة والأمل. "هذا المشروع سيغير حياة الآلاف من المواطنين الذين كانوا يعانون من صعوبة الوصول للأسواق"، يقول مصدر حكومي مطلع. أحمد الحسني، مزارع من منطقة الحصن، كان يضطر لقضاء ساعتين يومياً للوصول للسوق، والآن يترقب بشوق اكتمال هذا الحلم الذي سيحوّل رحلة السلحفاة إلى سرعة الغزال.
هذا المشروع يأتي ضمن خطة إعادة الإعمار والتنمية الشاملة التي تشهدها اليمن، حيث تسعى الحكومة لربط المناطق الزراعية بالأسواق التجارية عبر شبكة طرق متطورة. والمثير للدهشة أن هذا التطور يتزامن مع استقرار ملحوظ للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، في إشارة إيجابية لتحسن الأوضاع الاقتصادية. د. محمد الشرعبي، خبير التنمية الاقتصادية، يؤكد أن مثل هذه المشاريع تشبه خيط الخرزات الذي يجمع القرى المتناثرة في عقد واحد متماسك.
وفي مشهد موازٍ يعكس روح النهضة ذاتها، أقيمت في محافظة لحج فعالية البازار التسويقي التي شاركت فيها عشرات النساء لعرض منتجاتهن الإبداعية. فاطمة المحمدي، صاحبة مشروع تطريز يمني تقليدي، تشع فخراً وهي تعرض تحفها الفنية: "هذا البازار فرصة ذهبية لنا لنثبت أن المرأة اليمنية قادرة على المساهمة في البناء والتنمية". هذه الأجواء الحماسية تتزامن مع لقاء دبلوماسي مهم بين وزير الزراعة اللواء سالم عبدالله السقطري والسفير الألماني، مما يعكس الثقة الدولية المتنامية في مستقبل اليمن.
هذه التطورات المتسارعة في يوم واحد ترسم ملامح مستقبل واعد لليمن، حيث تتضافر جهود البنية التحتية مع الإبداع النسائي والاستقرار النقدي لتشكل نموذجاً فريداً للنهضة الشاملة. المشهد اليوم يطرح سؤالاً محورياً: هل نشهد بداية عهد جديد من التنمية المستدامة، أم أن هذه مجرد شرارة أمل في رحلة طويلة نحو النهضة الحقيقية؟