كل 43 ثانية، يموت شخص منتحراً في مكان ما من العالم. مع هذا الرقم المذهل، يكشف اليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2025 عن حقيقة صادمة: أكثر من 450 مليون شخص يعيشون في صمت تحت ظل الاضطرابات النفسية - عدد أكبر من تعداد أمريكا الشمالية مجتمعة. في الوقت الذي تقرأ فيه هذا المقال، فقد العالم 5 أرواح بسبب الانتحار. فكيف نرفع شعار "الصحة النفسية حق إنساني عالمي"؟
أُعلن اليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر تحت شعار يؤكد أن الصحة النفسية ليست ترفاً، بل ضرورة. وتكشف الأرقام عن حقيقة مؤلمة: نصف مليار مريض نفسي عالمياً، وزيادة 25% في معدلات القلق والاكتئاب بعد جائحة كوفيد-19، ما يجعل الانتحار رابع سبب للوفاة بين الشباب. اتحاد الصحة العالمي يصرح: "الصحة النفسية ليست ترفاً بل ضرورة أساسية لكل فرد". وتظل معاناة المرضى النفسية مضاعفة بين المرض ونظرة المجتمع الدونية إليهم.
يعود اليوم العالمي للصحة النفسية منذ عام 1992، لرفع الوعي بأهمية الصحة النفسية. يؤثر الوعي المنخفض والخوف من الوصمة الاجتماعية سلباً، خاصة في ظل تأثير الجائحة الأخيرة. تاريخياً، يتطور فهم الصحة النفسية من "جنون" إلى حالة طبية قابلة للعلاج. توقعات الخبراء تشير إلى أن كل دولار يُستثمر في الصحة النفسية يعود بأربعة أضعافه في شكل إنتاجية متزايدة.
الصحة النفسية تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية، بدءاً من فقدان الوظائف إلى المشاكل الزوجية وانخفاض الإنتاجية. كما أن فرص دمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية وكسر الوصمة الاجتماعية هي فرص استثمارية هائلة، لكن تحذير من تجاهل معالجة المشاكل الصحية. الدعم الدولي يتزايد، لكن يمكن مواجهة مقاومة مجتمعية في بعض المناطق التي تحتاج إلى تغيير سريع.
إن الحفاظ على الصحة النفسية كحق إنساني ضرورة اقتصادية واجتماعية. الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في الإنسان أولاً، ثم في المجتمع والاقتصاد والتنمية المستدامة. جميعنا مدعوون للعمل اليوم لدعم المتضررين ورفع الوعي الحقوقي، ليصبح في المستقبل مجتمع خالٍ من الوصمة النفسية، حيث يتمكن الجميع من الحصول على الدعم بسهولة وبدون تمييز. "هل سنترك 450 مليون إنسان يعانون في صمت، أم سنمد لهم يد العون قبل فوات الأوان؟"