الرئيسية / مال وأعمال / حصري: معجزة اقتصادية في اليمن... الريال ينتعش بـ78% والأمم المتحدة تؤكد!
حصري: معجزة اقتصادية في اليمن... الريال ينتعش بـ78% والأمم المتحدة تؤكد!

حصري: معجزة اقتصادية في اليمن... الريال ينتعش بـ78% والأمم المتحدة تؤكد!

نشر: verified icon مروان الظفاري 04 أكتوبر 2025 الساعة 04:45 مساءاً

في تطور صادم يعيد رسم خريطة الاقتصاد اليمني، شهدت المناطق المحررة معجزة حقيقية لم يصدقها الخبراء أنفسهم - ارتفاع الريال اليمني بنسبة 78% في 30 يوماً فقط، وهو رقم لم تحققه العملة منذ 11 عاماً من الانهيار المستمر. بينما كان العالم يراقب انهيار العملات، حقق الريال اليمني ما وصفه برنامج الأغذية العالمي بـ"المعجزة الاقتصادية"، لكن السؤال الملح: هل هذا التحسن التاريخي مجرد نافذة فرصة لن تتكرر قريباً؟

تفاصيل هذا الإنجاز المذهل تكشف عن تحول جذري في المناطق المحررة، حيث عبدالله التاجر البالغ من العمر 38 عاماً، الذي استثمر مدخراته الأخيرة في مشروع صغير قبل شهرين، يروي بصوت مرتجف من الإثارة: "لم أتخيل أن أرى هذا اليوم... مدخراتي تضاعفت قيمتها وأصبحت قادراً على توسيع مشروعي". أصوات الفرح تملأ أسواق عدن وحضرموت، بينما تشهد محلات الصرافة طوابير طويلة من مواطنين تبدو الابتسامات واضحة على وجوههم للمرة الأولى منذ سنوات. وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي: "هذا أكبر تحسن شهري للعملة اليمنية منذ بداية الأزمة".

الخلفية وراء هذا الإنجاز تكشف عن مزيج معقد من العوامل المتداخلة. منذ انهيار العملة عام 2014 مع بداية الحرب، عانت اليمن من تقسيم حاد بين مناطق سيطرة مختلفة، لكن المناطق المحررة نجحت في تحقيق استقرار أمني ومؤسسي مكّنها من جذب المساعدات الدولية وإعادة بناء الثقة. هذا التحسن يُذكّر بمعجزة ألمانيا الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث نهضت من تحت الركام لتصبح قوة اقتصادية عالمية. الخبراء يشيرون إلى أن العملة اليمنية كانت "مثل المريض في العناية المركزة، والآن تستيقظ من الغيبوبة"، مع توقعات بانتشار هذا التحسن تدريجياً.

التأثير على الحياة اليومية للمواطنين كان فورياً ومذهلاً. أم محمد، الأرملة البالغة من العمر 45 عاماً والتي فقدت زوجها في الحرب وتكافح لإطعام أطفالها الثلاثة، تقول بدموع الفرح على خديها: "لأول مرة منذ سنوات، استطعت شراء اللحم لأطفالي... شعرت وكأن الحياة تعود إلي". سالم العامل الموظف في شركة استيراد بعدن لاحظ تحسناً فورياً في قدرته الشرائية، بينما تشهد الأسواق انتعاشاً ملحوظاً مع عودة السلع المستوردة بأسعار معقولة. رائحة القهوة العربية تعود لتملأ المقاهي، وألوان السوق الزاهية تنبض بالحياة من جديد، في مشهد لم تشهده المنطقة منذ سنوات طويلة.

هذا التحسن التاريخي للريال اليمني في المناطق المحررة يطرح تساؤلات مهمة حول إمكانية انتشاره لباقي المناطق اليمنية وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة. على المجتمع الدولي دعم هذا التحسن الواعد، بينما على اليمنيين الاستفادة الحكيمة من هذه الفرصة الذهبية. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل سيكون هذا بداية نهاية الأزمة الاقتصادية اليمنية، أم مجرد هدوء ما قبل عاصفة جديدة؟

شارك الخبر