الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار يقفز لـ 1633 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة جنونية تصل 300%!
صادم: الدولار يقفز لـ 1633 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة جنونية تصل 300%!

صادم: الدولار يقفز لـ 1633 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة جنونية تصل 300%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 05 ديسمبر 2025 الساعة 08:05 مساءاً

في تطور صادم هز الأوساط الاقتصادية والمالية، كشفت بيانات مصرفية عن فجوة نقدية جنونية تبلغ 302% في سعر صرف الدولار الأمريكي بين عدن وصنعاء، حيث وصل سعر البيع إلى 1633 ريالاً في عدن مقابل 540 ريالاً فقط في صنعاء. هذا يعني أن المواطن في صنعاء يشتري بـ100 دولار ما يكلف زميله في عدن 300 دولار - داخل نفس الوطن! كل دقيقة تمر تعني خسائر أكبر للمواطن اليمني العادي الذي يشهد انهيار قوته الشرائية أمام عينيه.

أحمد المحمدي، موظف حكومي في عدن، يروي مأساته بصوت مختنق: "راتبي 100 ألف ريال لا يشتري سوى 61 دولاراً، بينما زميلي في صنعاء يحصل على 185 دولاراً بنفس الراتب". الفجوة المالية وصلت إلى 1083 ريالاً للدولار الواحد، مما يخلق واقعاً اقتصادياً منفصلاً تماماً بين أهم مدينتين يمنيتين. في محلات الصرافة، تتعالى همهمات المتداولين وأصوات أجهزة العد، بينما تتراكم أكوام الأوراق النقدية المهترئة على طاولات تشهد أكبر كارثة نقدية في التاريخ اليمني المعاصر.

هذا الانقسام النقدي المدمر ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمية للصراع السياسي المستمر منذ 2015. كما انقسمت ألمانيا نقدياً بين الشرق والغرب، ينقسم اليمن اليوم بين شمال وجنوب بفجوة اقتصادية أكبر من المسافة بين الأرض والقمر. العوامل المؤثرة تتراوح بين العقوبات الدولية ونقص العملة الصعبة وتوقف صادرات النفط، مما خلق سياسات نقدية متضاربة. د. فؤاد المخلافي، الاقتصادي اليمني، يحذر بنبرة قاطعة: "هذا الانقسام النقدي ينذر بكارثة اقتصادية تهدد بتقسيم البلاد فعلياً".

المعاناة اليومية تتجسد في قصة فاطمة الحميري، أم لأربعة أطفال، التي تبكي بحرقة: "راتب زوجي لا يكفي لشراء الخبز، والأسعار ترتفع كل يوم بينما راتبنا يذوب". التأثيرات تمتد من صعوبة شراء الاحتياجات الأساسية إلى توقف التحويلات بين المدن، مما يخلق أزمة إنسانية متفاقمة. السيناريوهات المستقبلية تتراوح بين انهيار كامل للريال اليمني واللجوء للدولار كعملة أساسية، أو استمرار هذا الانقسام المدمر مع تذبذبات يومية حادة. بينما يستفيد بعض المضاربين مثل سالم التاجر الذي يربح من فروقات الأسعار، تبقى الأغلبية العظمى من المواطنين ضحايا لهذه الفوضى النقدية.

أمام هذا الواقع المرير، يقف اليمن على مفترق طرق حاسم بين إنقاذ عملته الوطنية أو شهادة وفاتها. ضرورة التدخل العاجل من القوى الدولية والإقليمية لتوحيد السياسة النقدية باتت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. النصيحة الذهبية للمواطنين: تنويع المدخرات وتجنب الاحتفاظ بمبالغ كبيرة بالريال ومتابعة الأسعار يومياً. السؤال الذي يؤرق الملايين: هل سيشهد اليمن نهاية عملته الوطنية كما نعرفها، أم أن المعجزة ما زالت ممكنة؟

اخر تحديث: 05 ديسمبر 2025 الساعة 08:50 مساءاً
شارك الخبر