في تطور مثير يهز عالم الرياضة الإسلامية، كشفت الإحصائيات الرسمية أن 10 دول فقط استطاعت حصد 1,985 ميدالية من إجمالي ميداليات ألعاب التضامن الإسلامي عبر عقدين كاملين من المنافسات الشرسة. الحقيقة الصاعقة: تركيا وحدها حققت ميداليات ذهبية أكثر من 47 دولة مجتمعة! مع بقاء أقل من عام على دورة الرياض 2025، يبدأ العد التنازلي لإعادة كتابة التاريخ في أكبر حدث رياضي إسلامي على الإطلاق.
تركيا تجلس على عرش لا يتزعزع بـ 239 ميدالية ذهبية من أصل 645 ميدالية إجمالية، محققة هيمنة أسطورية في السباحة وألعاب القوى تشبه هيمنة البرازيل في كرة القدم. "تركيا لم تترك مجالاً للشك - هي الرقم واحد بلا منازع"، يؤكد مسؤول في اللجنة المنظمة. بينما يروي أحمد كايا، بطل السباحة التركي: "15 ذهبية عبر 4 دورات لم تأتِ من فراغ، بل من عرق وتضحيات لا تُحصى." هذه الأرقام تعادل إنجازات ثلاث دول أوروبية متوسطة مجتمعة في الألعاب الأولمبية.
خلف هذه الهيمنة قصة تطور مذهلة بدأت عام 2005 بمشاركة متواضعة، لتتحول ألعاب التضامن الإسلامي إلى منافسة عالمية حقيقية تضم 57 دولة و3,500 رياضي في نسختها القادمة. الاستثمار الضخم في البرامج الرياضية، وثورة تطوير المواهب، والتنافس الجيوسياسي الإيجابي، كلها عوامل حولت الدورة من حدث إقليمي بسيط إلى الأولمبياد الإسلامي الحقيقي. حسن رضائي، المدرب الإيراني الأسطوري الذي صنع 23 بطلاً، يقول: "ما نشهده اليوم ثورة حقيقية في الرياضة الإسلامية."
لكن التأثير الحقيقي يتجاوز الأرقام ليصل إلى الحياة اليومية لملايين المسلمين حول العالم. ازدياد شعبية الرياضات القتالية بنسبة 300% في دول مثل أذربيجان وإيران، وثورة حقيقية في الرياضة النسائية، وفاطمة الزهراني، رافعة الأثقال السعودية تلخص هذا التحول: "أحلم بذهبية الرياض أمام جمهوري... هذا ليس مجرد حلم، بل هدف أعمل من أجله كل يوم." السيناريوهات تتراوح بين احتفاظ القوى التقليدية بهيمنتها، وصعود مفاجئ لقوى جديدة قد تعيد ترتيب الخريطة كاملة.
عقدان من المجد والعرق والأحلام المحققة، وخريطة واضحة للقوى العشر العظمى في الرياضة الإسلامية. لكن مع اقتراب دورة الرياض 2025، تفتح المملكة العربية السعودية صفحة جديدة قد تغير كل شيء. التحضيرات الجبارة، والاستثمارات الضخمة، والطموح اللامحدود، كلها تشير إلى أن الرياض ستشهد ولادة نظام جديد في عالم ألعاب التضامن الإسلامي. السؤال الذي يحبس الأنفاس: هل ستبقى الخريطة كما هي، أم أن عاصمة المملكة ستعيد كتابة قواعد اللعبة إلى الأبد؟