الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: فضيحة الغاز في عدن... 6 قطاعات مسلحة تحتكر السوق وتبتز المواطنين بـ10,500 ريال!
عاجل: فضيحة الغاز في عدن... 6 قطاعات مسلحة تحتكر السوق وتبتز المواطنين بـ10,500 ريال!

عاجل: فضيحة الغاز في عدن... 6 قطاعات مسلحة تحتكر السوق وتبتز المواطنين بـ10,500 ريال!

نشر: verified icon مروان الظفاري 03 ديسمبر 2025 الساعة 01:15 صباحاً

في تطور صادم يعصف بالعاصمة المؤقتة عدن، قفزت أسعار الغاز المنزلي إلى مستويات خيالية وصلت إلى 9,000 ريال يمني للأسطوانة الواحدة في السوق السوداء، بينما تم ضبط حالات ابتزاز بمبلغ 10,500 ريال - رقم يعادل راتب موظف حكومي لشهر كامل! في مشهد مؤلم، تحولت شوارع المدينة إلى طوابير لا نهائية من المواطنين اليائسين الذين يحملون أسطوانات فارغة تحت حر الشمس، بينما أغلقت عشرات المحطات أبوابها فجأة بحجة نفاد المخزون.

في محطة بن محسن للغاز بمديرية البريقة، اندلعت فضيحة حقيقية عندما ضبطت شرطة إنماء عمال المحطة متلبسين بـابتزاز المواطنين وفرض أسعار تصل إلى 10,500 ريال للأسطوانة الواحدة. أم محمد، ربة منزل في الأربعين, تقف منذ ساعات في طابور طويل وهي تروي بصوت مرتجف: "أطفالي جياع والفطار بارد منذ يومين، لا أملك هذا المبلغ الجنوني." المقدم خالد السنمي، المسؤول الإعلامي لإدارة أمن عدن، أكد بحزم: "ستتعامل الشرطة بحزم مع أي محاولة لاستغلال حاجات المواطنين", مشدداً على أن حماية المستهلك خط أحمر لا يُمس.

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها عدن مثل هذا السيناريو المتكرر. النمط المألوف يبدأ بإغلاق مفاجئ للمحطات، ثم إعادة فتحها بأسعار مضاعفة، في حلقة مفرغة من الاستغلال المنظم. د. عبدالله الاقتصادي، محلل الأسواق اليمنية، يحذر بقلق: "نحن أمام دوامة تضخم جديدة قد تشمل السلع الأساسية الأخرى، والوضع أخطر مما يبدو." الأزمة الحالية تذكرنا بأزمة الوقود العالمية في السبعينات، لكن بنكهة يمنية مرة تضرب في قلب المطابخ والأسر.

التأثير المدمر للأزمة يتجاوز مجرد ارتفاع الأسعار ليصل إلى صميم الحياة اليومية. آلاف الأسر اضطرت لإيقاف الطبخ تماماً، بينما لجأت أخريات للطبخ بالحطب في مشهد يعيد عدن عقوداً إلى الوراء. أبو سالم، سائق تاكسي، يصف المشهد بمرارة: "شوارع عدن تحولت إلى مواقف عملاقة للسيارات المصطفة أمام المحطات، والناس تتجادل وتتشاحن على أسطوانة غاز كأنها ذهب خالص." المطاعم الصغيرة بدأت تغلق أبوابها، والأسر تعيش على الوجبات الباردة، في تدهور مؤلم للأوضاع المعيشية.

بينما تتفاقم معاناة المواطنين، تبقى الأسئلة الحارقة معلقة في الهواء. المطالبات الشعبية بـالتدخل الحكومي العاجل وتفعيل الرقابة على الأسواق تتصاعد كل يوم، لكن الصمت الرسمي يزيد من المخاوف. الخبراء يحذرون من أن عدن على أعتاب كارثة تموينية شاملة إذا لم تُكسر حلقة الاحتكار المنظم. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل ستنجح العاصمة المؤقتة في إنهاء دوامة الأزمات المفتعلة، أم أننا أمام بداية انهيار اقتصادي جديد يبتلع آخر ما تبقى من كرامة المواطن اليمني؟

شارك الخبر