الرئيسية / محليات / حصار الغاز: قبائل مأرب توقف إمدادات عدن منذ أسابيع - الأزمة تتفاقم يومياً!
حصار الغاز: قبائل مأرب توقف إمدادات عدن منذ أسابيع - الأزمة تتفاقم يومياً!

حصار الغاز: قبائل مأرب توقف إمدادات عدن منذ أسابيع - الأزمة تتفاقم يومياً!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 03 ديسمبر 2025 الساعة 12:55 صباحاً

في تطور صادم يخنق الحياة في عدن، تدخل الأزمة أسبوعها الثالث بينما يعاني أكثر من نصف مليون يمني من انقطاع كامل لإمدادات الغاز منذ 28 نوفمبر. ستة قطاعات مسلحة فقط تتحكم الآن في مصير مدينة بأكملها، في مشهد يذكّر بحصار المدن في الحروب القديمة. مع اقتراب فصل الشتاء، تتحول الأزمة إلى كابوس يومي لآلاف الأسر التي تواجه البرد والجوع بدون وسائل طبخ أو تدفئة.

الوضع الكارثي بدأ عندما نصب مسلحون قبليون قطاعاً جديداً في منطقة "منع" بمحافظة مأرب، ليصبح العدد الإجمالي للقطاعات المحاصرة للغاز ستة قطاعات كاملة. أم محمد، ربة منزل من عدن، تروي معاناتها: "نطبخ على الحطب منذ أسبوعين، والدخان يملأ البيت والأطفال يسعلون طوال الليل". سالم التاجر، صاحب محطة غاز في المنصورة، يؤكد نفاد مخزونه تماماً ويقول: "الناس تأتي كل يوم تبحث عن الغاز وأنا لا أملك شيئاً أعطيه لهم".

هذه الأزمة ليست الأولى من نوعها في اليمن، حيث تشهد البلاد منذ 2014 انهياراً مستمراً في الخدمات الأساسية بسبب الحرب وضعف الدولة. لكن ما يجعل هذه الأزمة مختلفة هو توقيتها مع اقتراب الشتاء والسيطرة الكاملة للمسلحين على الطريق الوحيد لنقل الغاز. د. ياسر العواضي، خبير الطاقة، يحذر من أن "استمرار الحصار قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية، خاصة مع دخول فصل الشتاء وحاجة الناس للتدفئة".

تأثير الأزمة لا يقتصر على الطبخ والتدفئة فحسب، بل يمتد ليشمل كامل الحياة اليومية في عدن. المطاعم الشعبية أغلقت أبوابها، والمخابز تعمل بطاقة محدودة، بينما ارتفعت أسعار الحطب والفحم بشكل جنوني. أحمد الغازي، سائق شاحنة غاز عالق في مأرب منذ أسبوعين، يقول بمرارة: "شاحنتي محملة بـ 20 ألف لتر غاز، والناس في عدن في حاجة ماسة لها، لكن المسلحين يرفضون السماح لنا بالمرور". الوضع قد يدفع العديد من العائلات للهجرة من المدينة إذا لم يجد حلاً سريعاً.

بينما تدخل الأزمة أسبوعها الثالث, والشتاء على الأبواب، يبقى السؤال الأهم: كم من الوقت يمكن لمدينة بحجم عدن أن تصمد بدون غاز؟ الحل يتطلب تدخلاً فورياً وحازماً قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية أوسع. الوقت ينفد، ومعاناة نصف مليون إنسان تتفاقم مع كل يوم يمر.

شارك الخبر