في تطور عاجل قد يغير وجه الحياة في عدن، وصلت شحنة استراتيجية من الديزل تقدر بـ 8,248 طن من الأمل إلى ميناء البريقة أمس، لتنهي معاناة ملايين المواطنين من انقطاع الكهرباء الخانق. هذه الكمية الاستثنائية، التي تعادل أكثر من 10 ملايين لتر، وصلت بتوجيهات مباشرة من دولة رئيس الوزراء سالم بن بريك، في خطوة قد تضيء عدن من جديد خلال ساعات قليلة.
فاطمة أحمد، أم لثلاثة أطفال، تروي معاناتها: "18 ساعة انقطاع يومياً، أطفالي لا يستطيعون النوم من الحر، والثلاجة تعطلت والطعام يفسد". لكن مع وصول هذه الشحنة العملاقة - التي تعادل وزن 165 حافلة محملة بالكامل - قد تنتهي معاناة فاطمة وآلاف العائلات الأخرى. حسن المطري، صاحب محل تجاري، يقول بصوت مليء بالأمل: "انتظرنا هذا اليوم طويلاً، المولدات الصاخبة قد تصمت أخيراً".
هذه الخطوة تأتي بعد شهور من الأزمة الخانقة التي عصفت بعدن، حيث عانت العاصمة الاقتصادية المؤقتة من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بسبب نقص الوقود وتدهور البنية التحتية. الدكتور محمد العبدلي، خبير الطاقة، يؤكد: "هذه الكمية استثنائية وستحدث فرقاً ملموساً، فهي كافية لتشغيل محطات عدن لأسابيع عديدة". المشهد يذكرنا بوصول قوافل الإغاثة في زمن الحروب، أو كالمطر بعد قحط طويل ينعش الأرض الجافة.
التأثير سيكون فورياً وشاملاً: المستشفيات ستعود لتقديم خدماتها بكامل طاقتها، المدارس ستستأنف أنشطتها دون انقطاع، والأعمال التجارية ستنتعش من جديد. رائحة الديزل التي تملأ أجواء الميناء اليوم تحمل معها رائحة الأمل لمدينة كادت تختنق في ظلام الأزمة. مناظر الناقلة العملاقة وهي ترسو في المرسى تبعث رسالة واضحة: الحكومة لم تنس عدن ومعاناة أهلها، وشريان الحياة عاد يضخ في جسد المدينة المحتضرة.
بينما تستعد المدينة لاستقبال آلاف الساعات من الإضاءة الجديدة، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الشحنة بداية حل جذري لأزمة الكهرباء في عدن، أم مجرد راحة مؤقتة قبل عودة الظلام؟ الساعات القادمة ستحمل الإجابة، لكن اليوم، عدن تتنفس الصعداء.
