في تطور مذهل يكسر كل التوقعات، استطاع آلاف موظفي صندوق صيانة الطرق والجسور في عدن الوصول إلى رواتبهم عبر 4 طرق مختلفة دون الحاجة للوقوف في طوابير البنوك المرهقة. لأول مرة في تاريخ اليمن، يصل الراتب لجيب الموظف قبل أن يصل للبنك، في ثورة حقيقية تعيد تعريف الخدمات المصرفية في البلاد. ثورة مصرفية حقيقية تحدث الآن في عدن تعيد تعريف معنى الخدمات المالية وتؤكد أن المستقبل لم يعد بعيد المنال.
فقد فجر بنك عدن الإسلامي مفاجأة سارة بإعلان إيداع مرتبات شهر نوفمبر في حسابات جميع موظفي الصندوق، مع توفير أربع وسائل متطورة للسحب. محمد علي، موظف في صندوق الطرق وأب لثلاثة أطفال، لا يصدق ما حدث: "كنت أقلق من تأخير الراتب، لكن وصلتني رسالة تأكيد على هاتفي قبل نهاية الشهر حتى!" الطرق الأربع تشمل تطبيق بنك عدن للحوالات، أجهزة الصراف الآلي، ونقاط POS، ونظام عدن حوالة - تنوع لم تشهده الخدمات المصرفية اليمنية من قبل.
هذا التطور لا يأتي من فراغ، بل يعكس جهوداً حثيثة لتطوير القطاع المصرفي اليمني رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. د. أحمد المحضار، خبير مصرفي، يؤكد أن هذه النقلة تشبه "الانتقال من عربة الحصان إلى السيارة في عالم الخدمات المالية". بينما كانت البنوك اليمنية تعتمد سابقاً على الطرق التقليدية التي تتطلب حضوراً شخصياً وانتظاراً طويلاً، صار الراتب الآن يصل مثل رسالة واتساب - بضغطة زر واحدة.
التأثير على الحياة اليومية واضح ومباشر. فاطمة سالم، أم عاملة في الصندوق، تروي فرحتها: "استطعت سحب راتبي من البيت عبر التطبيق دون مغادرة أطفالي لساعات". عبدالله محسن، موظف حكومي آخر، شهد اختفاء الطوابير الطويلة في البنوك بفضل هذه الطرق الجديدة. الآن، 100% من الموظفين يمكنهم الوصول لمرتباتهم دون التقيد بساعات عمل البنك أو الانتظار في صفوف مزدحمة، مما يوفر ساعات ثمينة يمكن استغلالها مع الأسرة أو في أعمال أخرى.
هذا الإنجاز يفتح الباب أمام عصر جديد من الخدمات المصرفية الرقمية في اليمن، مع توقعات بتوسيع هذا النموذج ليشمل قطاعات حكومية أخرى قريباً. البنك يؤكد التزامه بتقديم خدمات أكثر مرونة وأماناً، فيما يتسارع المختصون لتطوير المزيد من الحلول التقنية. هل ستكون هذه بداية عصر ذهبي للشمول المالي في اليمن، أم مجرد خطوة أولى نحو تحولات أكبر قادمة؟