في صباح يوم الأحد، شهدت الأسواق اليمنية انهيارًا جليًا بأسعار الذهب، حيث فقد جرام الذهب 2,347 ريال يمني، وهو ما يعادل الكمية الكافية لتكفي لأسرة يمنية لمدة أسبوعين. مع كل هذا التراجع، تستمر الأقدار في مفاجأة اليمنيين في ظل أوضاع اقتصادية تقاسيها البلاد منذ فترة طويلة.
في قلب الحدث، يصف أحمد المحطوري، موظف متقاعد، كيف فقد 50 ألف ريال من مدخراته الذهبية في يوم واحد فقط. هذا الحدث التاريخي لم يكن مجرد رقم في عالم المال، بل زلزالًا هز أركان سوق الذهب في صنعاء وعدن، حيث بلغ جرام الذهب عيار 24 قفزة بلغت 32,208 ريال لكل جرام. من وراء الكواليس، الشائعات تنتشر والصاغة يروون أن الأوضاع لم تكن بنفس هذا السوء منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
على المستوى الأوسع، تعتبر هذه التقلبات مجرد انعكاس للضغوط الاقتصادية العالمية والمحلية، مع تراجع الدولار وتأثير السياسة النقدية الأمريكية. التذكير بأزمات سابقة يثير الفضول والخوف بين المستثمرين الذين يتساءلون إن كان التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى.
وسط كل هذا، توجه الأنظار نحو التأثير اليومي؛ فأسعار الذهب تلقي بظلالها على قرارات شراء المجوهرات وخطط الزواج. يروي سالم البيضاني، صائغ في سوق الملح بصنعاء، كيف أن تأرجح الأسعار يؤثر على قرارات زبائنه، بينما يرى البعض أن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في الذهب بأسعار منخفضة.
وفي ختام المطاف، يبقى السؤال المؤرق: هل ما يشهده سوق الذهب هو مجرد فرصة للمستثمرين الجدد أم فخ مالي يدمر مدخرات البعض؟ المستقبل سيفضح الحقيقة، والحذر يجب أن يكون شعار المرحلة. لا تتسرع، استشر الخبراء، وكن على دراية كاملة قبل اتخاذ أي قرار.
