في تطور مذهل، كشفت الإحصائيات الأخيرة أن أسعار الكيروسين في السعودية قفزت بنسبة تصل إلى 43%، مما يثير قلق الأسر السعودية من ارتفاع تكاليف المعيشة. بينما تمضي أسعار الطاقة بلا هوادة نحو الأعلى، تجد كل عائلة نفسها مطالبة بدفع مبلغ إضافي يعادل راتب أسبوع كامل سنوياً فقط للغاز المنزلي. ولا مجال للانتظار، فالأمر يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة الآن.
أعلنت كل من أرامكو وغازكو وبشكل رسمي عن زيادات فورية طالت جميع منتجات الغاز، حيث رفعت أرامكو سعر اللتر إلى 1.04 ريال، وزاد سعر أسطوانة الغاز إلى 21.85 ريال. كما شهد سعر الكيروسين قفزة غير مسبوقة إلى 1.33 ريال للتر. وعبّر مسؤول من أرامكو قائلاً: "هذه التغييرات ضرورية لمواكبة السوق العالمي"، مما دفعت آلاف الأسر السعودية لإعادة حساب ميزانياتها المنزلية من جديد.
منذ عام 2016 تسعى السياسة الحكومية لربط أسعار الطاقة المحلية بالأسواق العالمية، مما يزيد من حدة القلق مع استمرار ارتفاع أسعار النفط عالمياً وزيادة الطلب في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد شهدت البلاد موجات ارتفاع سابقة في 2008 و2014، ويتوقع الخبراء المزيد من التقلبات خلال الأشهر القادمة مع استمرار هذه السياسات.
تتأثر الحياة اليومية بشكل كبير بهذه الزيادات، فأسر عديدة وجدت نفسها مجبرة على تقليل استخدام الغاز، بينما اضطرت المطاعم لرفع أسعارها لتعويض التكلفة المتزايدة. وتُشير التحذيرات إلى أن تحولاً تدريجياً نحو البدائل الكهربائية قد يكون الحل الأسرع. بينما ينصح الخبراء بشراء كميات احتياطية قبل أي زيادات مستقبلية.
شهدت أسعار الغاز زيادات شاملة تتراوح بين 9.5% و43%، ونحن مقبلون على فترة من التقلبات المستمرة نتيجة تأرجح الأسواق العالمية. ففيما تكافح الأسر لتكييف استهلاكها للطاقة، يبقى السؤال مطروحاً: "هل ستكون هذه آخر الزيادات، أم هي مجرد بداية لعصر جديد من أسعار الطاقة المرتفعة؟"
