في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، قفزت أسعار الذهب بشكل جنوني خلال 24 ساعة فقط، مسجلة ارتفاعاً قياسياً وصل إلى 23 ألف ريال في يوم واحد بأسواق عدن. هذا الارتفاع المرعب - الذي يكفي لشراء وجبات شهر كامل - يضع الذهب خارج متناول الملايين من اليمنيين. الخبراء يحذرون: الأسعار ترتفع كل ساعة، وغداً قد تكون أعلى بعشرات الآلاف!
تفاصيل صادمة تكشف حجم الكارثة الحقيقية: الفارق السعري بين صنعاء وعدن وصل إلى أكثر من 300%، حيث يباع الجنيه في عدن بـ 1,355 مليون ريال مقابل 451 ألف ريال فقط في صنعاء - فرق يكفي لشراء سيارة مستعملة! محمد العمراني، تاجر ذهب متمرس، يقول بصوت مرتجف: "لم نشهد هذا الجنون في أسعار الذهب منذ عقود، العملاء يدخلون ويخرجون مصدومين." أم سارة، موظفة حكومية، تروي قصتها المؤلمة: "كنت أحلم بشراء أساور ذهبية لابنتي، لكن راتبي لا يكفي الآن حتى لشراء جرام واحد."
خلف هذا الارتفاع الكارثي قصة أعمق تمتد لجذور الأزمة الاقتصادية اليمنية. انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، إضافة إلى الارتفاع العالمي للذهب كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية، خلق عاصفة مدمرة في الأسواق المحلية. مقارنة تاريخية مخيفة: هذه الأسعار تتجاوز حتى مستويات أزمة 2015 عندما بدأت الحرب، والأرقام تشير إلى أن هذا مجرد البداية. د. أحمد الحداد، الخبير الاقتصادي، يتوقع مزيداً من الارتفاع: "طالما استمر عدم الاستقرار، سيواصل اليمنيون الهروب نحو الذهب كحماية من التضخم."
الواقع المرير يضرب الحياة اليومية بقسوة لا ترحم. حفلات الزفاف تُؤجل، العرائس يبكين حسرة، والعائلات تبحث عن بدائل في السوق السوداء أو الذهب المقلد. خالد النجار، مواطن زار السوق صباح اليوم، يصف صدمته: "دخلت السوق لأشتري خاتماً لخطيبتي، شاهدت الأسعار وخرجت مذهولاً... كيف وصلنا لهذا الحال؟" الأرقام الرسمية تكشف كارثة حقيقية: زيادة 220 ألف ريال في عدن منذ مطلع سبتمبر فقط، بينما سجلت صنعاء ارتفاعاً قدره 40 ألف ريال خلال الشهر الواحد. النتيجة المتوقعة: انقسام اجتماعي أوسع بين من يملك الذهب ومن يحلم به فقط.
بينما يحتفل التجار بأرباح طائلة، يواجه ملايين اليمنيين حقيقة مؤلمة: الذهب أصبح حلماً بعيد المنال. الخبراء منقسمون بين محذر من فقاعة سعرية قد تنفجر، ومتفائل يرى فرصة استثمارية تاريخية. التحذير الأخير: الأسعار تتحرك بسرعة البرق، والقرارات المتسرعة قد تحرق المدخرات أو تضيع الفرص. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل سيصبح الذهب ترفاً لا يستطيعه سوى الأثرياء في بلد كان الذهب جزءاً من هويته وتراثه؟