الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: أسعار الصرف الآن - الريال السعودي يقفز 200% بين عدن وصنعاء.. أين تصرف أموالك؟
عاجل: أسعار الصرف الآن - الريال السعودي يقفز 200% بين عدن وصنعاء.. أين تصرف أموالك؟

عاجل: أسعار الصرف الآن - الريال السعودي يقفز 200% بين عدن وصنعاء.. أين تصرف أموالك؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 23 سبتمبر 2025 الساعة 05:45 مساءاً

في مشهد يصدم العالم، يواجه المواطن اليمني واقعاً مؤلماً: نفس الدولار الأمريكي يُشترى بـ 1633 ريال في عدن بينما لا يتجاوز سعره 540 ريال في صنعاء - فجوة مذهلة تصل إلى 200% تجعل اليمن البلد الوحيد في العالم الذي يضم عملتين مختلفتين بنفس الاسم. كل دقيقة تأخير في اتخاذ القرار المالي قد تكلفك مئات الريالات، في انقسام اقتصادي يعكس مأساة سياسية أعمق.

الأرقام تحكي قصة صادمة: فرق 1093 ريال في سعر الدولار الواحد بين المدينتين - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لشهرين كاملين. أحمد المقطري، موظف من صنعاء، يروي معاناته: "أحتاج دولارات لعلاج ابنتي في الخارج، لكن راتبي الشهري لا يكفي حتى لشراء 100 دولار بأسعار عدن". وسط أكوام من الأوراق النقدية المتهالكة وأصوات آلات عد النقود، يقف عبدالله العدني، صراف في عدن، شاهداً على المأساة: "يأتيني عملاء من صنعاء يومياً، يرون الأرقام ولا يصدقون الفرق المرعب".

جذور هذا الانقسام الاقتصادي تعود إلى عام 2016 حين انقسم البنك المركزي اليمني، مما أدى لطباعة عملات مختلفة وسياسات نقدية متناقضة. مثل شخص يملك مفتاحين مختلفين لنفس البيت، أحدهما يفتح والآخر لا يعمل - هكذا يصف د. محمد الصبري، الخبير الاقتصادي، الوضع النقدي المأساوي. الحرب الأهلية والحصار الاقتصادي وانقطاع عائدات النفط، كلها عوامل حولت الريال اليمني في صنعاء إلى "ريشة في مهب الريح، بينما نظيره في عدن كالحجر يقاوم العاصفة". الخبراء يحذرون من سيناريو أسوأ قد يشهد انهياراً كاملاً لإحدى العملتين.

في الأسواق الشعبية، تتجلى المعاناة اليومية: عائلات منقسمة جغرافياً لا تستطيع إرسال المال لبعضها، مرضى يعجزون عن شراء الأدوية، طلاب تتعطل دراستهم في الخارج. فاطمة الحضرمية، تاجرة من عدن، تمكنت من توسيع تجارتها بالاستفادة من استقرار العملة، لكنها تشعر بالذنب: "أرباحي تأتي من معاناة إخوتي في الشمال". بين رائحة الورق النقدي القديم وهمسات المضاربين، تنمو فجوة أعمق تهدد بتقسيم اليمن اقتصادياً قبل سياسياً، مع توقعات بهجرة المزيد من الشباب وانهيار الطبقة المتوسطة.

الانقسام النقدي اليوم يعكس انقساماً سياسياً أعمق، والمعاناة الشعبية تتصاعد مع كل يوم يمر دون حل جذري. مصير العملة الموحدة مرتبط بمصير الوحدة السياسية، والأمل الوحيد يكمن في تسوية شاملة تعيد توحيد البلاد. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل سيظل اليمن الموحد مجرد ذكرى، أم أن الأمل في عودة العملة الموحدة لا يزال قائماً؟

اخر تحديث: 23 سبتمبر 2025 الساعة 08:55 مساءاً
شارك الخبر