في تطور صادم يهز أركان المنطقة، كشفت وثائق استخباراتية عبرية عن مؤامرة إقليمية خطيرة تستهدف السيطرة على 10% من التجارة البحرية العالمية عبر تقسيم اليمن. بعد 8 سنوات من التخطيط المحكم، تقف المنطقة العربية أمام أخطر تهديد لأمنها القومي منذ عقود، حيث تسعى إسرائيل لتحويل باب المندب إلى "فرصة ذهبية" للهيمنة على أهم الممرات البحرية في العالم.
كشف معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي النقاب عن الأبعاد الحقيقية لسيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي" على حضرموت والمحافظات الجنوبية. "محمد السقطري، صياد من عدن عمره 45 عاماً، فقد مصدر رزقه بعد تحويل الميناء لأغراض عسكرية" - كما يروي بحسرة: "كنا نعيش من البحر، الآن البحر صار للغرباء." التقرير الإسرائيلي وصف التطورات بأنها "تطور ذو أهمية استراتيجية بحد ذاته"، مؤكداً أن السيطرة على الموانئ اليمنية تمثل انهياراً كاملاً للإطار المؤسس منذ 2015.
في قراءة مكشوفة للصراع الخفي، يكشف التحليل الإسرائيلي عن اتساع الفجوة السعودية الإماراتية حول مستقبل اليمن. بينما تتمسك الرياض شكلياً بوحدة اليمن، تمضي أبو ظبي بخطوات ثابتة نحو فرض كيان جنوبي بديل، كما قسّم الاستعمار البريطاني فلسطين عام 1948. د. عبدالله النعمان، خبير الشؤون الإقليمية، يحذر: "ما يحدث في اليمن اليوم هو نموذج لما تخطط إسرائيل لتطبيقه في المنطقة العربية كلها." هذا التطور يمنح الجيش اليمني في صنعاء أفضلية مرحلية، لكنه يسلط الضوء على مؤامرة أعمق تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة.
التأثيرات المدمرة للمؤامرة تتجاوز الحدود اليمنية لتصل إلى حياة ملايين العرب يومياً. مع سيطرة الكيان الانفصالي على 20% من تجارة البترول العالمية المارة عبر باب المندب، ترتفع تكاليف الشحن والنقل، مهددة الأمن الغذائي للمنطقة. فاطمة الحضرمية، معلمة من المكلا، تروي شاهدة: "جاؤوا بأعلام غريبة وشعارات لم نسمع بها من قبل، الناس خائفون ومرتبكون." صحيفة "التايمز" البريطانية كشفت عن إرسال وفود الانتقالي للقاء مسؤولين إسرائيليين، في تنسيق مباشر مقابل وعود بالاعتراف فور الانفصال، ضمن مسعى واضح للالتحاق باتفاقيات أبراهام.
بعد أن دفع اليمن ثمناً باهظاً بأكثر من 400,000 ضحية، تقف المنطقة العربية أمام مفترق طرق حاسم. مثل أخطبوط يمد أذرعه، تحاول إسرائيل السيطرة على جميع الممرات البحرية المحيطة بها، والسؤال المصيري الآن: هل ستقف الشعوب العربية مكتوفة الأيدي أمام تقسيم اليمن؟ الوقت ينفد سريعاً، والتاريخ لن يرحم من يتفرج على تمزيق الوطن العربي. إذا سقط اليمن اليوم... فمن التالي؟
