الرئيسية / من هنا وهناك / نداء استغاثة عاجل.. الفنان أيوب طارش في ورطة أحزنت قلوب كل اليمنيين!
نداء استغاثة عاجل.. الفنان أيوب طارش في ورطة أحزنت قلوب كل اليمنيين!

نداء استغاثة عاجل.. الفنان أيوب طارش في ورطة أحزنت قلوب كل اليمنيين!

نشر: verified icon رغد النجمي 05 سبتمبر 2025 الساعة 02:55 صباحاً

تتزايد المخاوف حول استغلال جماعة الحوثي للفنان اليمني الكبير أيوب طارش عبسي، ملحن النشيد الوطني اليمني، في معركتهم السياسية والإعلامية، بعد انتشار فيديو يظهره في جلسة صوفية بالعاصمة صنعاء. هذا التطور أثار موجة واسعة من الغضب والقلق في الأوساط الثقافية والسياسية، مع تزايد الدعوات لإنقاذ الرمز الوطني من قبضة الجماعة المسلحة، في مشهد وُصف بأنه "نداء استغاثة عاجل لكل اليمنيين لأنقاذ الفنان أيوب طارش بعد وقوعة في ورطة الحوثي .

يستخدم الحوثيون أيوب طارش، البالغ من العمر 83 عاماً والمولود في محافظة تعز عام 1942، كأداة رمزية لإضفاء الشرعية على سيطرتهم. الفنان الذي أبدع النشيد الوطني اليمني المعتمد رسمياً بعد إعلان الوحدة عام 1990، يجد نفسه اليوم في قلب عاصفة سياسية تهدد إرثه الفني والوطني.

Image 1

كامل الخوداني، رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بمحافظة إب، أطلق نداء استغاثة مؤثراً عبر منصة إكس، مطالباً البيوت التجارية والشركات ورجال الأعمال والمثقفين بالتحرك العاجل لإخراج الفنان من اليمن. وقال الخوداني: "اشتروا له شقة في أديس أو القاهرة، أخرجوه قبل أن يجعلوا منه مسخرة في الشوارع وأسواق القات، وقبل أن نراه يردد أن ثورة 26 سبتمبر كانت انقلاباً".

تمثل هذه الاستراتيجية جزءاً من نمط أوسع لاستغلال الحوثيين للرموز الثقافية والدينية. فقد حولت الجماعة المسلحة احتفالات المولد النبوي من مناسبة دينية تقليدية إلى منصة دعائية ضخمة تخدم أهدافها السياسية، رغم أنها لم تكن تولي هذه المناسبة أي اهتمام قبل سيطرتها على صنعاء، حيث كانت تركز على الاحتفال بما يسمى "عيد الغدير".

الكاتب الصحفي سمير اليوسفي عبر عن استيائه الشديد مما وصفه بـ"المهزلة"، مؤكداً أن رؤية أيوب طارش في هذا الموقف تمثل "إهانة لتاريخ أمة". وأشار اليوسفي إلى أن الفنان لم يتغير، فهو متصوف منذ الثمانينات وجمع بين الفن والروحانية، لكنه اليوم يستغل من قبل الحوثيين، بينما تجاهلته الحكومة الشرعية ولم توفر له أي دعم رغم أنه يمثل آخر ما تبقى من صوت الجمهورية.

Image 2

يواجه أيوب طارش اليوم تحديات مالية قاسية، حيث يعتمد على قناته في يوتيوب كمصدر رزق وحيد، في ظل تجاهل المؤسسات الرسمية لوضعه. هذا الواقع المؤلم يجعله عرضة للاستغلال من قبل جماعة تسعى لتوظيف كل الرموز الوطنية لخدمة مشروعها الطائفي والسياسي.

دعا الخوداني إلى حماية إرث الفنان وتاريخه من خلال شراء حقوق نشر أغانيه الوطنية التي تقيد الجماعة المسلحة تداولها، محذراً من أن "هؤلاء الجائعين الحثالة" لا يدركون قيمة الرمز الوطني الذي بين أيديهم. وأضاف أن كل صور الخزي التي تنشر اليوم تسيء إلى من يتجاهلون الفنان، وليس إليه شخصياً.

تشكل قضية أيوب طارش مثالاً صارخاً على كيفية تحويل الحوثيين للثقافة والفن إلى أدوات في حربهم السياسية. فالجماعة التي تدعي الدفاع عن الهوية اليمنية تمارس في الواقع تدميراً منهجياً لهذه الهوية من خلال استغلال رموزها وتسييس كل ما هو مقدس في الذاكرة الجمعية للشعب اليمني.

أعمال أيوب طارش الغنائية والوطنية تشكل جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية لليمنيين، وقد ارتبطت أغانيه بكل المناسبات الوطنية والاجتماعية عبر عقود طويلة. لكن الحوثيين يحاولون اليوم إعادة تعريف هذا التراث ليتماشى مع رؤيتهم الطائفية الضيقة ومشروعهم السياسي الذي يستهدف تفكيك الدولة اليمنية الحديثة.

شارك الخبر