أعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي رسمياً أن وفاة الطبيبة النفسية بان زياد طارق في الرابع من أغسطس الماضي كانت انتحاراً وليست جريمة قتل، محسماً بذلك جدلاً واسعاً استمر لأسابيع وسط تضارب الروايات واحتجاجات شعبية متصاعدة في بغداد والبصرة. القرار جاء بعد فحص دقيق للأدلة الجنائية ووجود رسالة أخيرة مكتوبة بخط يد الطبيبة الراحلة.
كشفت التحقيقات النهائية للطب العدلي عدم وجود أي مؤشرات على العنف الجسدي أو استخدام مواد سامة، مع العثور على رسالة واضحة بخط يد الدكتورة بان تؤكد نيتها إنهاء حياتها.

رغم إعلان النتائج الرسمية، تواصلت الاحتجاجات في ساحة التحرير ببغداد للمطالبة بكشف كامل ملابسات القضية، حيث شارك العشرات في وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة وإنصاف الطبيبة الراحلة. المحتجون رفعوا شعارات تطالب بالشفافية الكاملة في التحقيقات وعدم التستر على أي تفاصيل مرتبطة بالقضية.
النائب عدنان الزرفي وجه رسالة تحذيرية قوية للحكومة العراقية، محذراً من عواقب التسرع في إعلان النتائج دون مراعاة الحساسية الشعبية للقضية. وقال الزرفي في تدوينة عبر منصة إكس: "ننصحكم بالتريث هذه المرة، فلن يسامحكم الناس إن أثبتتم انتحار بان حتى وإن أخرجتم الفقيدة من قبرها للشهادة"، مشدداً على أن الحكومة فقدت مصداقيتها لدى المواطنين.

المجلس الأعلى للمرأة العراقية أكد ثقته بقدرة القضاء العراقي على القيام بدوره بشفافية كاملة لإنصاف الضحية، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على كرامة المرأة العراقية وتعزيز حقوقها. المجلس حذر أيضاً من محاولات الاستغلال السياسي للقضية وطالب بإبعادها عن التجاذبات الحزبية.
تطورت القضية من حادثة محلية في البصرة إلى قضية رأي عام عراقي واسع، خاصة بعد انتشار مزاعم عن وجود كدمات على جسد الطبيبة وشبهات حول تورط أفراد من عائلتها. هذه المزاعم دفعت السلطات لنقل التحقيقات من البصرة إلى بغداد وتشكيل لجنة مشتركة من الأدلة الجنائية والطب العدلي لفحص القضية بدقة أكبر.
نقيب أطباء البصرة وسام الرديني أكد التزام النقابة بالمسار القانوني والمهني، بعيداً عن التصريحات السياسية أو محاولات تسييس القضية، منتظراً النتائج النهائية للتحقيقات التي ستكون الفيصل في حسم الجدل.

الدكتورة بان زياد طارق، التي تخرجت من كلية الطب بجامعة البصرة عام 2015 وتخصصت في الطب النفسي، كانت معروفة بمهنيتها العالية ومشاركتها النشطة في الفعاليات العلمية. زملاؤها في المهنة عبروا عن دهشتهم لقرار الانتحار، مؤكدين أنها لم تكن تمر بأزمات نفسية واضحة وكانت تخطط لمغادرة العراق لخوض تجربة مهنية في الخارج قبل وفاتها المفاجئة داخل منزل أسرتها.