الرئيسية / شباب ورياضة / في 15 دقيقة فقط.. بوعدي يقلب المستحيل إلى واقع ويحسم مباراة كانت محسومة ضده
في 15 دقيقة فقط.. بوعدي يقلب المستحيل إلى واقع ويحسم مباراة كانت محسومة ضده

في 15 دقيقة فقط.. بوعدي يقلب المستحيل إلى واقع ويحسم مباراة كانت محسومة ضده

نشر: verified icon نايف القرشي 25 أغسطس 2025 الساعة 01:15 صباحاً

تمكن اللاعب بوعدي من كتابة واحدة من أروع الملاحم الكروية في تاريخ الدوري التونسي، حيث نجح في قلب نتيجة مباراة كانت تبدو محسومة ضد فريقه خلال الربع ساعة الأخيرة فقط، ليحولها من هزيمة شبه مؤكدة إلى انتصار مذهل سيبقى محفوراً في ذاكرة عشاق كرة القدم.

بدأت المباراة والفريق الخصم يهيمن على مجريات اللعب، مسجلاً هدفين مبكرين جعلا الموقف يبدو ميؤوساً منه تماماً. كان الجمهور قد بدأ في مغادرة المدرجات، والمعلقون الرياضيون يتحدثون عن هزيمة قاسية، بينما كان المدرب يعد خططاً لمباراة أخرى.

لكن بوعدي كان له رأي آخر. في الدقيقة الخامسة والسبعين، استلم الكرة في منطقة الوسط، وبحركة فنية رائعة تخلص من رقابة ثلاثة مدافعين، قبل أن يسدد كرة صاروخية استقرت في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس المذهول. الهدف الأول أشعل شرارة الأمل في قلوب المشجعين.

لم يكتف النجم الصاعد بهدف واحد، فالوقت كان ينفد بسرعة والنتيجة لا تزال في صالح الفريق المنافس. في الدقيقة الثانية والثمانين، عاد بوعدي ليظهر براعته مرة أخرى، مستغلاً خطأ دفاعياً من الخصم ليسجل هدف التعادل وسط هتافات جماهيرية عارمة هزت أركان الملعب.

كانت اللحظات الأخيرة من المباراة تحمل في طياتها توتراً لا يوصف. الجميع يعلم أن دقائق قليلة تفصل بين التعادل الذي يبدو عادلاً والانتصار الذي يبدو مستحيلاً. لكن بوعدي كان يؤمن بالمعجزات الكروية، وفي الدقيقة الثامنة والثمانين، سطر اسمه بأحرف من ذهب.

جاءت الكرة إليه من تمريرة عرضية دقيقة، وبحركة بهلوانية مذهلة، سدد كرة مقصية رائعة استقرت في شباك المرمى، محدثة انفجاراً جماهيرياً لم يشهد له الملعب مثيلاً منذ سنوات طويلة. لقد حول بوعدي المستحيل إلى واقع ملموس في أقل من ربع ساعة.

ما حققه بوعدي في تلك المباراة الاستثنائية يتجاوز مجرد تسجيل ثلاثة أهداف متتالية. لقد أظهر شخصية فولاذية ورفضاً قاطعاً للاستسلام، حتى عندما بدت الأمور في أسوأ حالاتها. كان أداؤه درساً في الإصرار والعزيمة لجميع الرياضيين الشباب.

تحدث المدرب بعد المباراة عن الدور المحوري الذي لعبه بوعدي في قلب الطاولة على الفريق المنافس، مؤكداً أن مثل هذه العروض النادرة تحدث مرة واحدة في العمر. كما أشاد بالروح القتالية التي أظهرها اللاعب، والتي انتقلت بعدوى إيجابية إلى باقي أفراد الفريق.

من جانبهم، لم يتمالك الجمهور نفسه من التعبير عن إعجابه بما شاهده، حيث انهالت التغريدات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تشيد بالعرض الأسطوري لبوعدي. كثيرون وصفوه بأنه "ربع ساعة لبن صغير" غيرت مجرى التاريخ الكروي للنادي.

الخبراء الرياضيون حللوا الأداء المتميز لبوعدي، مشيرين إلى أن قدرته على القراءة الصحيحة للمباراة واستغلال أخطاء الخصم في اللحظات الحاسمة، تؤكد أنه موهبة حقيقية تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص من قبل الأندية الكبرى.

لم تقتصر ردود الأفعال على الوسط المحلي فحسب، بل امتدت لتشمل متابعين من مختلف البلدان العربية، الذين أشادوا بالعرض الاستثنائي وطالبوا بمنح اللاعب فرصة في المنتخبات الوطنية. البعض قارن أداءه بأساطير كرة القدم العالمية الذين اشتهروا بقدرتهم على حسم المباريات في اللحظات الأخيرة.

هذا الإنجاز المبهر لبوعدي يؤكد أن كرة القدم تبقى لعبة المفاجآت، حيث يمكن لدقائق معدودة أن تغير مجرى التاريخ بالكامل. ربع الساعة التي قضاها اللاعب في إعادة كتابة قواعد المباراة ستبقى شاهداً على أن الإرادة القوية والتصميم يمكنهما تحطيم جميع الحواجز.

يذكر أن بوعدي انضم للفريق في بداية الموسم الجاري، وكان هذا أول ظهور استثنائي له يلفت الأنظار بهذا الشكل المثير. إدارة النادي تدرس حالياً تجديد عقده بشروط أفضل، تقديراً لما قدمه من عرض رائع سيبقى في ذاكرة الجماهير لسنوات قادمة.

شارك الخبر