الرئيسية / شباب ورياضة / السعودية تتحول لمركز عالمي للألعاب: 36 مبادرة استراتيجية وأول بطولة منتخبات إلكترونية في 2026
السعودية تتحول لمركز عالمي للألعاب: 36 مبادرة استراتيجية وأول بطولة منتخبات إلكترونية في 2026

السعودية تتحول لمركز عالمي للألعاب: 36 مبادرة استراتيجية وأول بطولة منتخبات إلكترونية في 2026

نشر: verified icon نايف القرشي 24 أغسطس 2025 الساعة 10:15 مساءاً

كشف مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة (NGSC 2025) في الرياض عن خطة السعودية الطموحة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث أعلن الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، عن إطلاق 36 مبادرة استراتيجية شاملة لتطوير هذا القطاع الحيوي، إلى جانب الإعلان عن استضافة أول بطولة منتخبات للرياضات الإلكترونية في العالم عام 2026.

تمثل هذه المبادرات الـ36 حجر الأساس في استراتيجية المملكة لبناء منظومة متكاملة للرياضات الإلكترونية، حيث تشمل تطوير البنية التحتية التقنية، وإنشاء مراكز التدريب المتخصصة، وبرامج تأهيل المواهب المحلية، وتنظيم البطولات العالمية. وأكد الأمير فيصل بن بندر خلال كلمته في اليوم الثاني للمؤتمر أن هذه المبادرات تهدف إلى "توفير العديد من أكثر الفرص الواعدة" في قطاع يشهد نمواً متسارعاً عالمياً.

يأتي الإعلان عن بطولة كأس المنتخبات للرياضات الإلكترونية (Esports Nations Cup) كأول بطولة من نوعها مخصصة لمنافسات المنتخبات الوطنية في مجال الرياضات الإلكترونية، لتستضيف الرياض دورتها الأولى في نوفمبر 2026. هذه البطولة الرائدة ستضم مجموعة واسعة من أشهر الألعاب العالمية، وتهدف إلى "ترسيخ مكانة الرياضات الإلكترونية بوصفها رياضة وطنية، وتعزيز شعور الفخر لدى اللاعبين عند تمثيل أوطانهم".

شهد المؤتمر الذي انطلق في نسخته الثالثة تحت شعار "اللعبة القادمة - بناء مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة"، حضوراً حكومياً رفيع المستوى ضم وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل، ووزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، ووزير الاستثمار خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله بن عامر السواحه، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها القيادة لهذا القطاع.

مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025

وأشار الأمير فيصل بن بندر إلى أن الرياضات الإلكترونية "باتت رافداً اقتصادياً مهماً يدعم قطاعات متعددة مثل السياحة والثقافة"، مؤكداً أن الفعاليات التي استضافتها المملكة خلال الصيف أثبتت شغف الجمهور، حيث شهدت مشاركة واسعة في أكثر من 25 لعبة إلكترونية، وحضوراً عائلياً بارزاً ضمن أجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية.

استعرضت الجلسة الافتتاحية بعنوان "العصر القادم للألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة" الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية التي تتبناها السعودية تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث سلطت الضوء على الاستثمارات الضخمة والبنية التحتية المتطورة التي تدعم نمو القطاع في المملكة.

تزامن المؤتمر مع توقيع شراكة استراتيجية بارزة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) وشركة سفيرا المتخصصة في خدمات الألعاب والرياضات الإلكترونية، بهدف توفير البنية التحتية الرقمية المتقدمة والآمنة. هذه الشراكة ستمكن من استضافة الخدمات محلياً وربطها بمقسم الإنترنت السعودي، مما يضمن وصولاً سريعاً وآمناً للمستخدمين داخل المملكة العربية السعودية ويحسن تجربة الألعاب بشكل كبير.

كاكست و سفيرا تتعاونان لتعزيز قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في السعودية

شهد المؤتمر أيضاً إعلانات مهمة من شركة Ubisoft العالمية، حيث كشف إيف غيليموت، الرئيس التنفيذي للشركة، عن خطط لإطلاق محتوى إضافي مجاني للعبة Assassin's Creed Mirage يتضمن فصلاً جديداً من القصة يدور في مدينة العلا السعودية خلال القرن التاسع، مما يعكس الاهتمام العالمي بدمج الثقافة والتراث السعودي في الألعاب العالمية.

كما أعلنت شركة "إمباكت46"، إحدى أبرز شركات رأس المال الجريء في المملكة، عن تنفيذ أكبر صفقة لها حتى الآن باستثمار يتجاوز 200 مليون ريال (53 مليون دولار) في استوديو "كمّلنا" السعودي المعروف بتطوير لعبة البلوت الرقمية، مما يدل على حجم الاستثمارات المحلية الضخمة في هذا القطاع.

تضمن المؤتمر جلسات متخصصة ناقشت مواضيع حيوية مثل "التقارب بين الرياضة التقليدية والرياضات الإلكترونية" و"مستقبل الاستثمارات في القطاع" و"التلاقي بين السينما والألعاب الإلكترونية". كما استضاف مسرح "The Foundry" جلسات ركزت على الجوانب الاستثمارية والتجارية، واستوديو NGSC 2025 التفاعلي الذي بث محتوى أصلياً على مدار يومي المؤتمر.

اختتم المؤتمر بتأكيدات من المتحدثين على أن مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة أصبح "منصة عالمية رائدة تجمع قادة الفكر وصنّاع القرار، وتفتح آفاقاً رحبة للتعاون الدولي من أجل بناء مستقبل أكثر تكاملاً للألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة"، مما يرسخ مكانة الرياض كعاصمة عالمية لهذا القطاع الناشئ والواعد.

شارك الخبر