أصدر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، توجيهات فورية إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم بمعالجة الأزمة المتفاقمة حول بطولة السوبر السعودي، وذلك في أعقاب تصاعد الخلافات بين الأندية المشاركة وتضارب قرارات اللجان التنظيمية.
وطالب الأمير عبد العزيز الاتحاد باتخاذ جميع الإجراءات القانونية والتنظيمية اللازمة لضمان استقرار تنظيم المسابقات وحماية حقوق جميع الأطراف ذات العلاقة، مع رفع تقرير شامل حول الإجراءات المتخذة بشكل عاجل.
وتعود جذور الأزمة إلى قرار نادي الهلال بالانسحاب من البطولة بسبب الحاجة للراحة عقب مشاركته في كأس العالم للأندية، مما دفع الاتحاد لإشراك نادي الأهلي كبديل في نصف النهائي أمام القادسية. وحقق الأهلي فوزاً ساحقاً 5-1 ليتأهل للنهائي، حيث توج باللقب بعد غلبته النصر بركلات الترجيح 5-3 عقب التعادل 2-2 في الوقت الأصلي بهونغ كونغ.

غير أن المشهد تعقد بصورة دراматيكية عندما أصدرت لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي قراراً مثيراً للجدل يوم السبت، حيث ألغت قرار لجنة الانضباط واعتبرت الهلال خاسراً أمام القادسية بنتيجة 3-0 في نصف النهائي المجدول في 20 أغسطس، مع تثبيت الغرامة المالية البالغة نصف مليون ريال والحرمان من النسخة القادمة.
وأثار توقيت إعلان هذا القرار امتعاض وزير الرياضة، خاصة أنه جاء بعد انتهاء البطولة فعلياً وتتويج الأهلي باللقب، مما خلق حالة من الغموض القانوني حول شرعية النتائج. وأشار الأمير عبد العزيز إلى تحفظه على بعض الأخطاء القانونية في عمل لجان الاتحاد وسلسلة البيانات المتضاربة التي صدرت في توقيت حساس.
ورد نادي القادسية بقوة على هذه التطورات، مؤكداً عزمه اتخاذ جميع الخيارات القانونية والتنظيمية المتاحة لضمان حقوقه، مطالباً بالتأهل المباشر لنهائي البطولة عوضاً عن مواجهة الأهلي في نصف النهائي. وأعلن النادي تحفظه السابق على مشاركة الأهلي كبديل عن الهلال المنسحب، معتبراً أن هذا الإجراء ينتهك حقوقه التنافسية.
في المقابل، أوضح الاتحاد السعودي أن مشاركة الأهلي في البطولة المقامة بهونغ كونغ تعد إجراءً تنظيمياً صادراً عن لجنة المسابقات وغير قابل للاستئناف، بينما أشار إلى أن قرار اعتبار القادسية فائزاً على الهلال يمكن الطعن فيه.
ويعكس التدخل الوزاري العاجل حرص الجهات الرياضية العليا على إنهاء هذا الخلاف المعقد قبل انطلاق الموسم الجديد، خاصة مع تزايد المخاوف من تأثير هذه الأزمة على استقرار تنظيم المسابقات المحلية وثقة الأندية في القرارات الإدارية للاتحاد السعودي.