في تطور صادم أعلن عنه المركز الوطني للأرصاد، تستعد منطقة الحدود الشمالية لحدث جوي استثنائي لم تشهده منذ سنوات - 96 ساعة متواصلة من الأمطار الغزيرة قادمة لتحول الصحراء القاحلة إلى واحة خضراء نادرة. تحذير عاجل: 48 ساعة فقط تفصلنا عن بداية العاصفة المطرية التي ستضرب عرعر وطريف ورفحاء والعويقيلة بقوة لم نعهدها من قبل.
يروي أبو سالم المطيري، مربي الماشية في عرعر، قلقه وحماسه في آن واحد: "لم أشهد مثل هذا التحذير الجوي منذ عقود، أخشى على مواشيي من السيول لكنني متحمس للمراعي الخضراء القادمة." المركز الوطني للأرصاد أكد أن الحالة ستكون مصحوبة برياح هابطة وتساقط البرد وجريان السيول، في مشهد طبيعي يحبس الأنفاس. الأرقام تتحدث عن نفسها: 4 مدن رئيسية تحت الإنذار، أمطار تتراوح من متوسطة إلى غزيرة، وكمية مياه متوقعة تعادل ما تستقبله المنطقة عادة في ثلاثة أشهر كاملة.
هذا الحدث يذكرنا بأمطار شتاء 2018 الأسطورية التي حولت المنطقة لجنة خضراء مؤقتة، حين تفتحت الصحراء كزهرة عملاقة وجذبت آلاف الزوار لمشاهدة المعجزة الطبيعية. د. فهد الجوية، خبير الأرصاد، يؤكد أن "هذه نعمة حقيقية للمنطقة الصحراوية، لكنها تتطلب حذراً شديداً من مخاطر السيول." التغيرات المناخية الإقليمية وتكون منطقة الضغط المنخفض خلقت هذه الفرصة الذهبية التي لا تتكرر إلا نادراً في هذه المنطقة الحدودية.
سارة الشمري من طريف تشاركنا حماسها: "الأسواق تشهد إقبالاً غير مسبوق على المواد الأساسية، والجميع يتحدث عن التحضيرات." هذا الحدث سيغير جذرياً من روتين السكان - من إلغاء الرحلات الخارجية إلى تحضيرات منزلية شاملة. الفرص الذهبية تتزاحم: موسم رعي استثنائي، فرص تصوير نادرة للمناظر الطبيعية، وتنشيط للسياحة البيئية. لكن التحديات حقيقية أيضاً: ضرورة تجنب الوديان، فحص السيارات، والاستعداد لانقطاع محتمل في الخدمات. المزارعون يفرحون بآفاق المراعي الخضراء، بينما أصحاب المواشي يتأرجحون بين الحماس والقلق.
بعد 96 ساعة من الأمطار الاستثنائية، ستكون الحدود الشمالية قد شهدت تحولاً طبيعياً نادراً - من صحراء قاحلة إلى مرج أخضر يحتضن الحياة. هذه فرصة العمر لمشاهدة معجزة الطبيعة تتكشف أمام أعيننا، لكنها تتطلب حذراً واستعداداً جيداً. النصيحة الذهبية: خذ احتياطاتك، لكن لا تفوت هذا المشهد الساحر. هل ستكون من الشهود على تحول الصحراء إلى جنة مؤقتة، أم ستكتفي بمشاهدة الصور على وسائل التواصل؟
