في قرار حكومي عاجل هز أوساط أصحاب العمل بالمملكة، منحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مهلة أخيرة مدتها 6 أشهر فقط لتصحيح أوضاع العمالة المنزلية المتغيبة، في فرصة ذهبية قد لا تتكرر مرة أخرى. الصدمة الأكبر؟ رقم الحدود وحده لن يكفي - وآلاف الأسر السعودية باتت في سباق مع الزمن لإنقاذ عمالتها من مصير مجهول يحل في مايو 2026.
كشفت منصة مساند الرسمية عن شروط صارمة تحكم هذه المهلة الاستثنائية، حيث أوضحت أنه "لا يمكن النقل برقم الحدود ويلزم وجود رقم إقامة سابقة وبلاغ تغيب حتى يتمكن العامل من الاستفادة من المبادرة". أم خالد من الرياض تروي معاناتها: "منذ أشهر وأنا أحاول تصحيح وضع عاملتي المنزلية، لكن اكتشفت أن رقم الإقامة السابق مفقود.. أشعر وكأنني في متاهة لا نهاية لها." الخبراء يحذرون: هذا الشرط قد يستبعد 40% من حالات العمالة المتغيبة التي تفتقر للوثائق المطلوبة.
تأتي هذه المبادرة كجزء من جهود المملكة المستمرة لتطوير منظومة العمالة المنزلية ضمن رؤية 2030، حيث شهدت السنوات الماضية تطويراً جذرياً في الخدمات الرقمية الحكومية. د. محمد العتيبي، خبير شؤون العمالة، يؤكد: "هذه المبادرة ستحل 80% من مشاكل العمالة المتغيبة، لكن الشروط الصارمة ضرورية لحماية حقوق جميع الأطراف." المبادرة تشبه عفواً شاملاً للعمالة المتغيبة، يذكرنا بقرارات العفو التاريخية، لكن بشروط واضحة تضمن عدم تكرار المشكلة.
النجاح في تصحيح الأوضاع خلال هذه المهلة يعني راحة نفسية كبيرة لآلاف الأسر السعودية واستقراراً أكبر للعمالة المنزلية. سعيد المطيري، الذي نجح في تصحيح وضع عامله خلال دقائق معدودة، يقول: "كان الأمر أشبه بالسحر.. بضع نقرات على منصة مساند وانتهت مشكلة استمرت أشهر." لكن الوقت ينفد بسرعة، والمهلة تنتهي نهائياً في مايو 2026 - وهو تاريخ لن تكون له فرصة ثانية. الحكومة تؤكد أن هذه الإجراءات لا تشمل العمالة التي تغيبت بعد 11 نوفمبر 2025، مما يعني أن النافذة ضيقة ومحددة بدقة.
مع اقتراب نهاية هذا العام، يبدو أن المملكة على موعد مع تحول كبير في منظومة العمالة المنزلية بحلول منتصف 2026. الخبراء يتوقعون تحسناً بنسبة 70% في تنظيم القطاع، بينما تبقى الحالات المعقدة تحدياً قائماً. الرسالة واضحة لكل صاحب عمل: الوقت محدود، والفرصة أخيرة، والمستقبل يبدأ من اليوم. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح هذه المهلة الذهبية في إنهاء أزمة العمالة المتغيبة للأبد، أم ستخلق تحديات جديدة لمن فاتته هذه الفرصة الأخيرة؟