تحولت شوارع مدينة الحديدة إلى بحيرات مائية مساء أمس، بعد هطول أمطار غزيرة كشفت مجدداً عن حجم الأزمة المتفاقمة في البنية التحتية للمدينة الساحلية. وشهدت منطقة "غليل" تحديداً غرقاً شبه كامل، حيث وصلت مياه الأمطار إلى مستويات خطيرة أربكت الحياة اليومية للسكان وعطلت الحركة المرورية بصورة شبه تامة.
انتشرت مشاهد الفوضى عبر أحياء المدينة، التي يصفها اليمنيون بـ"عروس البحر الأحمر"، حيث تجمعت المياه في الطرقات الرئيسية والفرعية، مما اضطر المواطنين إلى البحث عن طرق بديلة للوصول إلى وجهاتهم.
وتسببت الأمطار في تعطيل حركة النقل العام والخاص، فيما واجه المشاة صعوبات بالغة في التنقل عبر الشوارع المغمورة.
يكشف هذا المشهد المتكرر عن واقع مؤلم تعيشه البنية التحتية في المدينة، التي تفتقر إلى شبكات صرف صحي وتصريف مياه أمطار فعالة منذ سنوات طويلة.
وتعاني أنظمة الصرف الموجودة من تهالك شديد وانسدادات مزمنة، مما يجعلها عاجزة عن استيعاب كميات المياه حتى في حالات الهطول المعتدل.
عبر السكان عن إحباطهم الشديد من تكرار هذا السيناريو مع حلول كل موسم أمطار، مطالبين السلطات المحلية بوضع حلول عملية وسريعة قبل تحول المشكلة إلى كارثة بيئية وصحية حقيقية. ويخشى المواطنون من انتشار الأمراض المرتبطة بتجمع المياه الراكدة، خاصة في ظل الأوضاع الصحية الصعبة التي تمر بها البلاد.
تتطلب معالجة هذه الأزمة المتجذرة استثمارات ضخمة في تطوير شبكات الصرف وإعادة تأهيل البنية التحتية القديمة، بالإضافة إلى وضع خطط طوارئ فعالة للتعامل مع الأحوال الجوية المتطرفة. ويأمل سكان الحديدة أن تتحرك السلطات المعنية بجدية أكبر لإنهاء معاناتهم المتكررة مع قدوم كل موسم مطري.