افتتح بايرن ميونيخ موسمه الـ63 من الدوري الألماني بانتصار ساحق أمام لايبزيغ بنتيجة 3-0 على ملعب أليانز أرينا، في مباراة شهدت تألقاً استثنائياً للنجم الكولومبي لويس دياز، مؤكداً أن استثمار النادي البافاري البالغ 70 مليون يورو فيه كان صائباً منذ المباراة الأولى.
كان المدرب البلجيكي فينسنت كومباني قد بدأ عهده مع بايرن ميونيخ بتتويج الفريق بكأس السوبر الألماني أمام شتوتجارت، لكن مواجهة لايبزيغ كانت الاختبار الحقيقي الأول لفلسفته التكتيكية الجديدة. النتيجة كانت مبهرة، حيث سيطر البايرن على مجريات اللقاء منذ الدقائق الأولى وحسم الأمور في الشوط الأول.
افتتح مايكل أوليسي باب التسجيل في الدقيقة 27، مستفيداً من تمريرة رائعة داخل منطقة الجزاء ليسدد بقوة في الشباك. لكن اللحظة الأجمل جاءت في الدقيقة 32 عندما سجل لويس دياز هدفه الأول مع النادي البافاري بعد مراوغة مذهلة لمدافع لايبزيغ وتسديدة قوية لا تُقاوم.
بدا دياز، القادم من ليفربول، وكأنه يلعب مع بايرن ميونيخ منذ سنوات، حيث تفاهم بشكل مثالي مع هاري كين وجمال موسيالا في الخط الأمامي. حركته الذكية بين الخطوط وقدرته على خلق المساحات جعلت من الصعب على دفاع لايبزيغ السيطرة عليه، مما يؤكد أن كومباني وجد الحل المثالي لتطوير أسلوب اللعب الهجومي للفريق.
ختم أوليسي عرضه الرائع بالهدف الثالث في الدقيقة 42، مسجلاً ثنائية أكدت قوة الخط الهجومي الجديد لبايرن ميونيخ. هذا الأداء المتألق في المباراة الافتتاحية يرسل رسالة واضحة لمنافسي الفريق في البوندسليغا بأن العملاق البافاري مصمم على الاحتفاظ بلقبه والهيمنة المحلية.
في المقابل، ظهر لايبزيغ بمستوى مخيب للآمال رغم الاستثمارات التي قام بها في الفترة الانتقالية الصيفية تحت إشراف يورجن كلوب كمدير لعمليات كرة القدم في مجموعة ريد بول. الفريق الذي انتهى في المركز السابع الموسم الماضي وغاب عن المسابقات الأوروبية للمرة الأولى منذ 2016، لم يتمكن من تقديم المقاومة المطلوبة أمام هجمات بايرن المتلاحقة.
شهدت المباراة أيضاً تطبيق بعض لائحة القواعد الجديدة في الدوري الألماني، حيث أعلن الحكام قراراتهم عبر مكبرات الصوت في الملعب لضمان الشفافية، بينما ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في احتساب مواقف التسلل بدقة متناهية.
يأتي هذا النصر في سياق موسم واعد لبايرن ميونيخ الذي احتفظ بمعظم نجومه الأساسيين، باستثناء رحيل أسطورة النادي توماس مولر إلى نادي فانكوفر وايتكابس الكندي وليروي ساني إلى غالطة سراي التركي. الفريق البافاري يبدأ مشواره نحو اللقب الثاني عشر على التوالي بثقة عالية ومعنويات مرتفعة، خاصة مع التناغم السريع بين النجوم الجدد والقدامى.
بينما تواجه فرق الدوري الأخرى تحديات كبيرة، حيث يمر بايرن ليفركوزن، بطل الموسم الماضي، بمرحلة تحول بعد رحيل المدرب تشابي ألونسو إلى ريال مدريد وخسارة نجوم مهمين مثل فلوريان فيرتز وجيريمي فرينبونغ إلى ليفربول، وجوناثان تاه إلى بايرن ميونيخ نفسه.
عاد إلى الدوري الممتاز هذا الموسم ناديان عريقان هما هامبورغ بعد غياب سبعة مواسم، ونادي كولونيا الذي عاد مباشرة بعد موسم واحد في الدرجة الثانية، مما يضيف حماساً إضافياً للمنافسة في البوندسليغا. لكن الانطلاقة القوية لبايرن ميونيخ والأداء المتميز لدياز في مباراته الأولى تؤكد أن الطريق نحو اللقب يمر عبر ميونيخ مرة أخرى هذا الموسم.
