أحدث قرار شاب سعودي صدمة واسعة في الأوساط الاجتماعية بعد إعلانه التخلي عن إقامة حفل زفاف فاخر، واختياره بدلاً من ذلك استثمار مبلغ الزفاف في مشروع خيري لبناء بئر مياه في إحدى المناطق النائية.
يأتي هذا القرار ليعكس تحولاً جذرياً في قيم وأولويات شريحة متنامية من الشباب، الذين يعيدون تعريف مفهوم الاحتفال بالمناسبات المهمة في حياتهم. فبدلاً من إنفاق مئات الآلاف من الريالات على حفل يستمر ليلة واحدة، اختار هذا الشاب توجيه المبلغ نحو عمل يخدم المجتمع ويستمر تأثيره لسنوات طويلة.
تشهد المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تزايداً في أصوات الشباب الذين يدعون إلى إعادة النظر في تكاليف الزواج المرتفعة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تواجه العديد من الأسر. هذا التوجه الجديد يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على قيم المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة.
لا يعتبر هذا الشاب الوحيد في هذا التوجه، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً لقصص مشابهة لشباب آخرين اختاروا بدائل إبداعية للاحتفال بزفافهم. منهم من اختار تنظيم زفاف بسيط واستثمار الباقي في تعليم الأطفال المحتاجين، وآخرون فضلوا رحلات خيرية أو دعم مشاريع تنموية محلية.
يرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الظاهرة تدل على نضج فكري لدى جيل جديد من الشباب، الذين يفضلون الاستثمار في القيم الإنسانية على المظاهر الاجتماعية التقليدية. كما تعكس تأثير التربية الحديثة والانفتاح على ثقافات متنوعة تقدر العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية.
من جهة أخرى، يواجه أصحاب هذه القرارات تحديات اجتماعية من بعض الأسر التي تعتبر الزفاف الفاخر رمزاً للمكانة الاجتماعية. إلا أن الدعم المتزايد من شرائح واسعة في المجتمع يشجع المزيد من الشباب على اتخاذ قرارات مماثلة.
تبقى هذه القصص شاهداً على تطور المجتمع السعودي وقدرته على إنتاج أجيال تمزج بين الأصالة والمعاصرة، حيث تحافظ على جوهر القيم الإسلامية في العطاء والإحسان، وتعبر عنها بأساليب عصرية تواكب تحديات الزمن الراهن.
