أعلنت الهيئة العامة للطرق في السعودية تطبيق تقنية الخرسانة الأسمنتية المدموكة بالرصاصات في مسارات الشاحنات للمرة الأولى، كحل مبتكر يهدف إلى تحويل الطرق اللوجستية لتصبح أكثر تحملاً للأحمال الثقيلة وأقل تكلفة في الصيانة.
تعتمد هذه التقنية الثورية على أساليب هندسية متطورة في تصميم الطبقات الإنشائية، مما يمنح الطرق قدرة استثنائية على مقاومة التشوهات الناجمة عن المرور المكثف للشاحنات الثقيلة. ويتميز هذا الحل بفعاليته الاقتصادية الملحوظة، حيث يقلل بشكل كبير من احتياجات الصيانة الدورية والتكاليف التشغيلية، مما يجعله استثماراً مثالياً للمشاريع المستقبلية عبر أنحاء المملكة.
ويأتي تطبيق الخرسانة المدموكة ضمن جهود الهيئة الرامية إلى رفع كفاءة البنية التحتية ودعم توجهات تطوير القطاع اللوجستي في المملكة. هذا النهج المبتكر يضمن إطالة العمر التشغيلي للطرق بصورة ملموسة، مما يخفف العبء المالي على الميزانيات الحكومية المخصصة لصيانة الطرق.
وتساهم هذه التقنية الجديدة في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، نظراً لانخفاض الحاجة إلى أعمال الصيانة المتكررة وما تتطلبه من معدات وآليات. ويتماشى هذا التوجه مع مبادئ رؤية السعودية 2030 التي تؤكد على أهمية تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة في جميع القطاعات التنموية.
وأكدت الهيئة العامة للطرق التزامها الراسخ بتشجيع الابتكار واعتماد أفضل الممارسات العالمية المتقدمة، بهدف تطوير شبكة طرق لوجستية تتسم بمعايير السلامة والاستدامة والكفاءة العالية. هذه الجهود تصب في تعزيز مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي قادر على مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في قطاع النقل.
وتسعى الهيئة من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق هدفين استراتيجيين طموحين بحلول عام 2030: رفع مؤشر جودة الطرق في المملكة ليحتل المرتبة السادسة عالمياً، وتقليل معدل الوفيات المرورية إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة، مما يجعل الطرق السعودية نموذجاً يُحتذى به في الأمان والجودة.