وصل المواطن السعودي حميدان التركي إلى أرض الوطن، ليطوي صفحة مؤلمة امتدت 19 عاماً في السجون الأمريكية، بعد قرار محكمة كولورادو في مايو الماضي بإغلاق ملف قضيته نهائياً وتبرئته من جميع التهم التي وُجهت إليه عام 2006.
غادر التركي الولايات المتحدة الأربعاء الماضي، بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه، حيث قضى الفترة الأخيرة في مركز تابع لدائرة الهجرة تمهيداً لاستكمال إجراءات ترحيله. وشهدت لحظات وصوله مطار الرياض مشاهد عاطفية مؤثرة، التقى خلالها بأفراد عائلته الذين سافروا من نيويورك خصيصاً لاستقباله.

وتعود جذور القضية إلى عام 2006، حين اتُهم حميدان التركي بالاعتداء على عاملته المنزلية الإندونيسية. حُكم عليه آنذاك بالسجن 28 عاماً، ودخل سجن "لايمن" بولاية كولورادو وهو في السابعة والثلاثين من عمره، ليقضي فيه أزيد من عقدين قبل أن يخرج في السادسة والخمسين.
أصر التركي طوال فترة احتجازه على براءته من التهم الموجهة إليه، معتبراً نفسه ضحية لموجة التحيز ضد المسلمين التي سادت الولايات المتحدة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001. وحظيت قضيته باهتمام شعبي وإعلامي واسع، خاصة مع تصاعد الدعوات المطالبة بإعادة النظر في ملابسات احتجازه.
جاء قرار محكمة كولورادو في التاسع من مايو الماضي بإغلاق ملف القضية وتبرئة التركي، خلال جلسة حضرها محامو السفارة السعودية في واشنطن وعدد من بناته. هذا القرار لم يكن مجرد إطلاق سراح مشروط، بل تبرئة كاملة من التهم السابقة، ما يعيد إليه اعتباره القانوني والاجتماعي.
عبّر نجله تركي حميدان التركي عن فرحته بعودة والده عبر منصة "إكس"، قائلاً: "الحمد لله على تمام نعمته... والدنا حميدان التركي متجه إلى أرض الوطن. نحمد الله أولاً، ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين، كما نثمّن دور السفارة التي كان لها أثر كبير في عودته."
تمثل عودة حميدان التركي ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة امتدت لسنوات، حيث واصلت السفارة السعودية متابعة قضيته والعمل على إيجاد حلول قانونية لإنهاء محنته. كما تعكس هذه العودة حرص المملكة على حماية حقوق مواطنيها في الخارج ومتابعة قضاياهم مهما طالت المدة.
فضّلت عائلة التركي عدم الكشف عن تفاصيل الإفراج عنه إلا بعد وصوله الرياض بأمان، رغبة في الحفاظ على خصوصية هذه اللحظة التاريخية في حياتهم. وتُختتم بذلك فصول قضية قانونية معقدة، لتبدأ صفحة جديدة من الحياة الطبيعية لرجل قضى أفضل سنوات عمره بعيداً عن وطنه وأهله.