الرئيسية / مال وأعمال / استقرار أسعار الخضروات والفواكه في عدن: تعرف على الأسعار الحالية صباح الخميس 17 أبريل 2025م
استقرار أسعار الخضروات والفواكه في عدن: تعرف على الأسعار الحالية صباح الخميس 17 أبريل 2025م

استقرار أسعار الخضروات والفواكه في عدن: تعرف على الأسعار الحالية صباح الخميس 17 أبريل 2025م

نشر: verified icon مروان الظفاري 18 أبريل 2025 الساعة 01:15 صباحاً

تجولت صباح اليوم في أسواق عدن النابضة بالحياة، حيث لفت انتباهي الهدوء النسبي الذي يسود الأسعار، خاصة في قطاع الفواكه والخضروات. رصدت العاصفة نيوز بتاريخ 17 أبريل 2025 حالة من الاستقرار في الأسعار تعتبر ظاهرة غير معتادة في ظل التقلبات الاقتصادية التي تشهدها المدينة. تباينت أسعار السلع بين ارتفاع طفيف واستقرار نسبي، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الوضع الاقتصادي في الأسواق المحلية.

الوضع الراهن للأسعار في الأسواق

عند تجولي في أسواق عدن، لاحظت كيف عمت حالة من الثبات النسبي على أسعار معظم الخضروات والفواكه. أشارت تقارير العاصفة نيوز إلى أن سعر كيلو البطاطس استقر عند 2000 ريال، بينما حافظ سعر الطماطم على مستوى منخفض نسبياً بقيمة 500 ريال للكيلوغرام الواحد. هذا الاستقرار يأتي كمفاجأة للكثير من المتسوقين الذين اعتادوا على التقلبات الحادة في الأسعار خلال الأشهر الماضية. أجرى مراسلونا مقابلات مع عدد من تجار الجملة في السوق المركزي، حيث أكد معظمهم أن هذا الاستقرار يعتبر "هدوءاً استثنائياً" لم يشهده السوق منذ فترة طويلة.

وبالإضافة إلى ذلك، سجل سعر كيلو البصل استقراراً عند 500 ريال، وهو ما اعتبره المواطنون نبأً سارّاً، خاصة وأن البصل يعتبر سلعة أساسية في المطبخ اليمني. ومع ذلك، لوحظ ارتفاع في أسعار بعض المنتجات مثل الليمون الذي وصل إلى 3000 ريال للكيلو الواحد. تحدث أحد بائعي الفواكه في سوق المنصورة قائلاً: "رغم أننا نشهد استقراراً في بعض الأصناف، إلا أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البسباس الذي وصل إلى 3000 ريال والجزر إلى 2000 ريال للكيلو". هذا التفاوت في الأسعار يعكس حالة من عدم اليقين في السوق رغم الهدوء النسبي الذي يسيطر على المشهد العام.

وفقاً للرصد اليومي الذي أجرته وكالة العاصفة نيوز، شهدت أسواق الفواكه أيضاً تغيرات ملحوظة، حيث تباينت الأسعار بين أنواع مختلفة من الفواكه. الموز المحلي، الذي يعتبر من الفواكه الشعبية في عدن، حافظ على سعر معقول نسبياً، بينما سجلت الفواكه المستوردة ارتفاعات متفاوتة. يصف محمد علي، أحد المتسوقين الدائمين في سوق عيدروس: "أشعر أن هناك نوعاً من الاستقرار غير المعتاد في الأسواق هذه الأيام، خاصة مع وجود عروض تنافسية بين الباعة، وهو ما يُعد أمراً إيجابياً بالنسبة لنا كمستهلكين". هذه المؤشرات تعطي صورة عامة عن حالة السوق التي تشهد هدوءاً استثنائياً على خلاف ما اعتاد عليه المواطنون في السنوات الأخيرة.

العوامل المؤثرة في الأسعار الحالية

يشير خبراء الاقتصاد المحليون إلى مجموعة من العوامل التي أسهمت في استقرار أسعار بعض السلع وارتفاع البعض الآخر. العامل الأول يتعلق بالظروف المناخية المواتية التي شهدتها المناطق الزراعية المحيطة بعدن خلال الموسم الحالي. أوضح الدكتور عبدالله الصبري، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة عدن: "الطقس المعتدل خلال الأشهر الماضية ساهم في زيادة الإنتاج المحلي من بعض أنواع الخضروات كالطماطم والبصل، مما أدى إلى استقرار أسعارها نسبياً". هذا العامل الطبيعي لعب دوراً محورياً في تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق الخضروات المحلية.

ومن جانب آخر، تلعب عوامل النقل والتوزيع دوراً أساسياً في تحديد أسعار السلع، خاصةً في ظل التحديات الأمنية واللوجستية التي تشهدها البلاد. صرّح سالم ناصر، أحد تجار الجملة في سوق العريش: "رغم تحسن المسارات التجارية بين المحافظات، إلا أن ارتفاع تكاليف النقل والوقود أثر بشكل مباشر على أسعار بعض المنتجات مثل الليمون والبسباس التي تحتاج إلى عناية خاصة أثناء النقل". وتشير بيانات غرفة تجارة عدن إلى أن تكاليف النقل ارتفعت بنسبة 15% خلال الربع الأول من عام 2025، وهو عامل ساهم في زيادة أسعار بعض السلع رغم الاستقرار العام في السوق.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن السياسات التجارية والاقتصادية الجديدة التي تبنتها السلطات المحلية في عدن قد لعبت دوراً في تحقيق هذا الهدوء النسبي في الأسواق. أشارت مصادر في المجلس الاقتصادي الأعلى إلى تبني استراتيجية جديدة لتنظيم الأسواق وضبط آليات التسعير. وفي هذا السياق، أفاد المهندس خالد السقاف، مدير إدارة الأسواق في مديرية المنصورة: "نعمل حالياً على تطبيق نظام رقابي جديد يهدف إلى منع الاحتكار والتلاعب بالأسعار، وقد بدأنا نلمس نتائج إيجابية في هذا الصدد". هذه الجهود الرسمية، مقترنة بحملات توعية للمستهلكين حول أهمية الإبلاغ عن أي ممارسات احتكارية، ساهمت في خلق بيئة تجارية أكثر استقراراً وشفافية.

تأثير الأسعار على المجتمع والمستهلكين

انعكس الاستقرار النسبي في أسعار الخضروات والفواكه بشكل إيجابي على الحياة اليومية للمواطنين في عدن. تقول فاطمة أحمد، ربة منزل من حي الشيخ عثمان: "للمرة الأولى منذ أشهر، أستطيع شراء احتياجات أسرتي من الخضروات والفواكه دون أن أضطر إلى إعادة حساباتي من سوق لآخر". وأضافت أن استقرار سعر البطاطس والبصل، وهما من المكونات الأساسية في الطبخ اليمني، ساعد في استقرار ميزانية الأسرة بشكل ملحوظ. ولكن بالرغم من هذا الاستقرار، لاتزال هناك تحديات تواجه الأسر ذات الدخل المحدود، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض السلع الأخرى مثل الليمون والبسباس والجزر.

من ناحية اقتصادية، يؤثر هذا الاستقرار في الأسعار على قطاع المطاعم والمنشآت الغذائية في المدينة. يوضح محمد صالح، صاحب مطعم شعبي في كريتر: "استقرار أسعار المواد الأولية يتيح لنا فرصة تقديم قائمة طعام بأسعار ثابتة لفترة أطول، وهو أمر يعزز ثقة الزبائن ويحسن من قدرتنا على التخطيط المالي". هذا الاستقرار ينعكس بشكل غير مباشر على سوق العمل، حيث تستطيع المطاعم والمنشآت الغذائية الاحتفاظ بموظفيها وربما توسيع أنشطتها في ظل بيئة اقتصادية أكثر استقراراً. ومع ذلك، يحذر خبراء الاقتصاد من أن هذا الاستقرار قد يكون مؤقتاً وأن التغيرات الموسمية والعوامل السياسية والأمنية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد الاقتصادي خلال الأشهر القادمة.

يظل السؤال المطروح هو كيف سيستمر هذا الهدوء غير المسبوق في أسعار الفواكه والخضروات في عدن مع اقتراب موسم الصيف وتغير أنماط الاستهلاك. تشير التجارب السابقة إلى أن الأسواق اليمنية عموماً، وأسواق عدن خصوصاً، تشهد تقلبات موسمية متوقعة، لكن الاختلاف هذه المرة يكمن في وجود سياسات تنظيمية جديدة قد تساعد في الحد من حدة هذه التقلبات. المراقبون الاقتصاديون يتابعون عن كثب تطورات السوق، آملين في أن يستمر هذا الاستقرار النسبي ليشمل المزيد من السلع الأساسية التي تمس حياة المواطن اليمني بشكل مباشر.

اخر تحديث: 19 أبريل 2025 الساعة 04:35 مساءاً
شارك الخبر