ناقشت صحف ومواقع عربية تداعيات الاحتجاجات الأمريكية ضد مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول إفريقية على يد رجل شرطة أبيض، على الوضع الداخلي في الولايات المتحدة.
وأثار مقتل فلويد موجة من الاحتجاجات داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وتساءل كُتّاب عما إذا كان الربيع الأمريكي قد بدأ، بينما رأى آخرون أن الولايات المتحدة لن تعود كما كانت قبل مقتل فلويد.
"البوعزيزي الأمريكي"
يتساءل مصطفى النشار في "الوفد" المصرية: "هل يكون مايحدث الآن من احتجاجات ومظاهرات صاخبة امتدت لأكثر من أربعين مدينة وولاية أمريكية...بداية عصر 'الربيع الأمريكى؟! هل يكون بداية لعصر من 'الفوضى الخلاقة‛ فى الولايات المتحدة الأمريكية التى كان ساستها وراسمو خطط استبدادها وهيمنتها على العالم هم من اصطكوا هذه المصطلحات بهدف تفتيت الدول العربية بعد هدم أنظمتها السياسية والقضاء على عوامل الاستقرار فيها ممثلة فى مؤسساتها الكبرى من جيش وشرطة وقضاء وخلافه؟!"
ويقول: "ربما يكون ذلك كذلك بالفعل لأنه عادة ما ينقلب السحر على الساحر؛ فكما هللت الولايات المتحدة واحتفت بنجاح سياستها الداعمة لكل القلاقل والاضطربات والتمردات فى دول العالم الأخرى بحجة دعم الحريات وحقوق الانسان تعانى هى الآن من نفس المشكلة التى كشفت عن أنها من أكثر الدول خرقا لحقوق الانسان وتعديا على أبسط حقوقه، وهو حق الحياة".
يعتبر البعض أن جورج فلويد هو بوعزيزي أمريكا والذي سيشعل الربيع الأمريكي
ويرى عذاب العزيز الهاشمي في "الدستور" المصرية أن العالم يشهد "بداية نهاية الحقبة الأمريكية في العالم بعد أنْ تكشَّفت سياساتها العنصرية والتدميرية في العالم".
ويقول: "إلقاء اللوم على الرئيس ترامب في تأجيج جرائم العنصرية في الولايات المتحدة ليس فقط تسطيحًا للأمور، لكنه أيضًا تجاهلًا لحقائق الحاضر والماضي القريب والبعيد للقوة الأكبر عالميًّا، فنشأة البلاد نفسها شهدت واحدة من الجرائم العنصرية الأبشع في تاريخ البشرية، حيث تمت إبادة الهنود الحمر؛ وهم السكان الأصليون في الولايات الأمريكية على أيدي المهاجرين القادمين من أوروبا؛ بحثًا عن حياة أفضل في العالم الذي كان جديدًا وقتها".
ويذهب فيصل الدابي في موقع "سودانيل" السوداني إلى رأي مشابه، ويقول: "بعد تاريخ كورونا وتعرض الولايات المتحدة الأمريكية لأكبر خسارة عالمية وانفجار ثورة الربيع الأمريكي بسبب مقتل البوعزيزي الأمريكي جورج فلويد بطريقة وحشية على يد الشرطة الأمريكية والتي فاقمتها ظروف العطالة، انقلب مركز السيادة العالمية رأساً على عقب، الآن يتعملق التنين الصيني ويتعملق الدبّ الروسي".
وتحت عنوان "هل أتاك حديث جورج فلويد المغربي؟"، يقول الطيب العلوي في موقع "الأسبوع" المغربي: "ما عرفته أمريكا مع فلويد، يرسم ملامح كاملة، لوجه كامل، يمثل الثورة لا غير، لأن ما وقع، يُذكّرنا بما حصل كلما قامت ثورة، هذه التقلبات السياسية التي منذ أن بدأت، ترتدي بكل سهولة بدلة 'الديمقراطيات المفروضة، وكأنها ريح تهب من الشرق نحو الغرب، وكأن فيها كل مرة رجل واحد يشعل فتيل بلاد بالكامل".
"القشة التي ستقصم ظهر الرئيس"
جورج فلويد قد يكون سببا في خسارة ترامب الانتخابات المقبلة
من جانبها، ترى ابتسام آل سعد في "الشرق" القطرية أن ما يحدث في الولايات المتحدة أشبه بـ "حرب أهلية متصاعدة".
وتشير إلى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى عدم انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية.
وتقول: "معظم المؤشرات حتى الآن تؤكد أن الرجل في طريقه لمغادرة البيت الأبيض لا سيما بعد ثورة جورج فلويد والتي كانت آخر الأغطية التي كشفت عن مدى العنصرية العرقية التي يعانيها بعض فئات الشعب الأمريكي والذي يمكن وصفها بالأقليات من حيث اللون والعرق في بلد من المفترض أنه بلد الحريات وحقوق الإنسان والذي طالما عاب على الدول العربية كبتها للحريات الفردية ومعاملة الشخص بحسب لونه وأصله وجذور عائلته ومنع المظاهرات السلمية التي تعبر عن رأي الشعب فإذا الأمر أشد مرارة في الولايات المتحدة".
وتضيف الكاتبة: "ولعل هذه المظاهرات التي اشترك فيها الجميع أبيض وأسود وأصفر ومن كل الأعراق والأعمار وحدثت فيها أعمال تخريبية ومدمرة لم تستطع الشرطة وقوات الحرس الوطني الذي أمر ترامب بإنزاله لوقف كل مظاهر الشغب الفوضوي الذي ساد البلاد بكافة ولاياته ومحافظاته ومدنه قد تكون هي القشة التي ستقصم ظهر الرئيس".
على الجانب الآخر، يقول إبراهيم ابراش في "رأي اليوم" اللندنية: "لا نريد المبالغة في توصيف ما يجرى في الولايات المتحدة لدرجة اعتباره ربيعاً أمريكياً كما ذكر البعض لأن درجة الوعي العالية عند كل الأطراف الأمريكية وحرصها على وحدة الأمة والدولة وغياب التدخلات الخارجية المباشرة سيدفع جميع الأطراف لضبط الأمور ووقف التصعيد، وإن كان ما يجري سيغير كثيراً في الوضع السيء للبلاد.