كشفت رباعية النصر السعودي المدوية ضد ريو آفي البرتغالي عن شراكة هجومية جديدة قد تغير وجه الفريق في الموسم المقبل، حيث تألق كريستيانو رونالدو بهاتريك رائع، فيما قدم جواو فيليكس عرضاً استثنائياً أثبت من خلاله أنه القطعة المفقودة في لغز الهجوم النصراوي.
سجل النجم البرتغالي رونالدو ثلاثة أهداف متقنة خلال المواجهة الودية التي انتهت بنتيجة 4-0، لكن الأهم من الأهداف نفسها كان التفاهم السحري الذي ظهر بين الثنائي البرتغالي رونالدو وفيليكس، والذي بدا وكأنهما يلعبان معاً منذ سنوات طويلة.
افتتح فيليكس صناعة الأهداف بتمريرة رأسية محكمة للمدافع الفرنسي محمد سيماكان في الدقيقة 15، والذي استقبلها ببراعة وسددها بقوة في الشباك محرزاً الهدف الأول. هذه التمريرة أظهرت قدرة فيليكس على قراءة اللعب وخلق الفرص من العدم، وهي صفة نادرة قد تضيف بُعداً جديداً لهجوم النصر.
لكن اللحظة الأكثر إثارة جاءت قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، عندما نسج الثنائي البرتغالي تمريرة مزدوجة ساحرة انتهت بهدف رونالدو الثاني. مرر رونالدو الكرة لفيليكس، الذي أعادها له فوراً بذكاء تكتيكي عالٍ، ليسدد الدون برجله اليمنى محرزاً هدفاً رائعاً يلخص قوة هذه الشراكة الوليدة.
استمر فيليكس في تقديم الأدلة على قيمته المضافة للفريق عبر تمريراته السحرية وحركته الذكية داخل الملعب. في الدقيقة 55، نفذ بينية استثنائية كادت أن تصنع هدفاً آخر، وفي الدقيقة 67، حصل على ركلة جزاء بعد مناورة بارعة داخل منطقة الجزاء، سجل منها رونالدو هدفه الثالث وأكمل بها هاتريكه الرائع.
ما يثير الإعجاب أكثر هو سرعة التأقلم التي أظهرها فيليكس مع أسلوب لعب النصر وطريقة رونالدو في التحرك. خلال 90 دقيقة فقط، تمكن اللاعب الشاب من إثبات أنه ليس مجرد إضافة عددية للفريق، بل شريك حقيقي قادر على رفع مستوى الهجوم إلى آفاق جديدة.
هذا التناغم السريع بين النجمين البرتغاليين يبشر بمستقبل مشرق لخط هجوم النصر في الموسم الجديد. فيليكس، الذي يتمتع بقدرة فائقة على التمرير الأخير وخلق المساحات، قد يكون الحل المثالي لمساعدة رونالدو على استعادة أفضل مستوياته التهديفية في الدوري السعودي.
أكمل رونالدو هاتريكه بهدفه الثالث في الدقيقة 63 من رأسية قوية تابع بها عرضية ويسلي، مما أثبت أن قدراته الجوية لا تزال في أوج عطائها رغم تقدمه في العمر. هذا التنوع في طرق التسجيل - القدم اليمنى والرأس وركلة الجزاء - يؤكد أن الأسطورة البرتغالية لا تزال تحتفظ بكامل أدواتها التهديفية.
من ناحية تكتيكية، كشفت المباراة عن إمكانية تطوير أسلوب لعب جديد يعتمد على التبادل السريع للمراكز بين رونالدو وفيليكس، مما قد يربك دفاعات الخصوم ويخلق فرصاً تسجيلية أكثر. هذا التنوع في الحلول الهجومية سيكون سلاحاً مهماً في المنافسات المحلية والقارية المقبلة.
خروج رونالدو من الملعب في الدقيقة 68 بعد إتمام هاتريكه حمل رسالة واضحة من المدرب جورجي جيسوس بأن الفريق يمتلك عمقاً كافياً في خط الهجوم، وأن فيليكس قادر على حمل المسؤولية الهجومية حتى في غياب النجم الأكبر.
هذا الفوز الثالث في أربع مباريات ودية يعكس الجاهزية العالية للفريق قبل انطلاق المنافسات الرسمية، خاصة مع اقتراب موعد مواجهة الاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودي منتصف أغسطس في هونغ كونغ. الشراكة الجديدة بين رونالدو وفيليكس قد تكون المفتاح لتحقيق انطلاقة قوية في الموسم الجديد والمنافسة بقوة على جميع الألقاب المحلية والقارية.