بارتفاع يصل إلى 500 متر وامتداد يقارب 170 كيلومتراً، تشهد الصحراء السعودية ولادة أضخم تجربة حضرية في تاريخ البشرية. واجهات عاكسة تمتد كمرآة عملاقة وسط الرمال، بينما تعمل المعدات الجبارة على مدار الساعة لحفر أساسات ما يُعتبر من أكبر المشاريع في التاريخ الحديث.
تنطلق المدينة الخطية "ذا لاين" كأحد أعمدة نيوم العملاق، محققة رؤية جذرية للحياة الحضرية تستغني كلياً عن الشوارع التقليدية والمركبات. النموذج الحضري الثوري يقوم على بنية رأسية بدلاً من التوسع الأفقي، مع ضمان وصول جميع السكان للخدمات خلال دقائق معدودة.
يعتمد التصميم المعماري الصادم على:
- انعدام كامل للانبعاثات الكربونية
- اعتماد حصري على مصادر الطاقة المتجددة
- أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة لإدارة الحياة اليومية
- إدارة متقدمة للطاقة والموارد المائية
تقف وراء هذا الإنجاز الحضاري كوادر سعودية شابة تطور تقنيات التخطيط الحضري الذكي، حيث يصف المهندسون تجربتهم بأنها فرصة استثنائية لإنشاء نموذج حياة لم تشهده الإنسانية سابقاً.
ترصد الأقمار الصناعية يومياً تطورات مذهلة في تضاريس المنطقة، بينما تواصل الحفريات الضخمة تشكيل ملامح مستقبل قد يعيد تعريف مفهوم العيش الحضري عالمياً.
يندرج المشروع ضمن محاور رؤية 2030 الاستراتيجية، مستهدفاً:
- تنويع مصادر الدخل الوطني
- استقطاب الاستثمارات الدولية
- توليد مئات الآلاف من الفرص الوظيفية
- استيعاب تسعة ملايين نسمة
رغم ضخامة الأرقام والتقنيات، تحتفظ القصة الإنسانية بحضورها القوي - عمال يسهمون في صنع التاريخ، وعائلات تركت مساكنها لعقود في مزيج من مشاعر الاعتزاز والحنين لماضيها.
يبقى السؤال الجوهري معلقاً: هل سينجح هذا النموذج الاستثنائي في إثبات قابليته للحياة؟ أم سيواجه تحديات تفوق قدرة الإنسان على التكيف معها؟ نجاحه سيحدث ثورة في التخطيط الحضري عبر العالم، بينما إخفاقه سيصبح عبرة بحجم طموحاته الجبارة.
